خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 25/09/ 1445هـ الموافق 05 أبريل 2024م جامع الإمام الصادق (ع) – الدراز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة الأولى:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم “لَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، وَمَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِهِ، وَمَعْنًى يَنْصَرِفُ إِلَيْهِ. يَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى عِبَادِهِ بِالْإِحْسَانِ وَالْفَضْلِ، وَغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ وَالطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِينَا نِعْمَتَكَ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وَأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدَيْتَنَا لِدِينِكَ الَّذِي اصْطَفَيْتَ، وَمِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وَسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وَبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، وَالْوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ”
وأشهد أن لا إله إلا الله المحمود بكلّ لسان، المعبود في كلّ مكان، المذكور في كلّ أوان وزمان. وأشهد أن محمّداً عبده المُرتَضى، وَرَسولِه المُصطَفى، وَأمينِه وَنَجيِّه دونَ خَلقِه، وَنَجيِّبه مِن عِبادِه، وَنَبيّه بِالصِّدقِ وَحَبيبِه( صلّى الله على طيب المرسلين محمّد واله الطاهرين).
عباد الله وإماءه وأهل طاعته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنّه لا عاقبة محمودة لغير من اتّقى، قال الله سبحانه: “.. وَٱلۡعَٰقِبَةُ لِلتَّقۡوَىٰ”- طه: ١٣٢-.
أمّا بعد أيّها الجمع المؤمن الكريم فالحديث في هذا المقام في نقطتين:
النقطة الأولى: في تتميم ما أسلفته من سرد لسياسة أمير المؤمنين في الحكم، والمصدر في ذلك كلّه كتاب (نهج البلاغة):
فمن كلام له عليه السلام في إنصافه الناس من بعضهم، قال (صلوات الله عليه): “لم تكن بيعتكم إياي فلتة، وليس أمري وأمركم واحدا. إني أريدكم لله وأنتم تريدونني لأنفسكم. أيها الناس، أعينوني على أنفسكم، وأيم الله لأنصفن المظلوم من ظالمه، ولأقودن الظالم بخزامته، حتى أورده منهل الحقّ وإن كان كارها” (ك ١٣٦).
فلا يجد بدّاً دون أن ينتزع الحقّ للمظلوم من الظالم وهو راغم،وحيث يفعل ذلك يكون محسناً للظالم أيضاً؛ لنزعه له عن المظلمة، وقد شبّه عليه السلام خلاصه من الظلامة بمن ورد المعين. (ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله، ما يكشف عن متابعته للمظالم والشكايات ومعالجته لها): أما بعد، فقد بلغني عنك أمر إن كنت فعلته، فقد أسخطت ربك، وعصيت إمامك، وأخزيت أمانتك، بلغني أنك جردت الأرض فأخذت ما تحت قدميك، وأكلت ما تحت يديك، فارفع إليّ حسابك، واعلم أنّ حساب الله أعظم من حساب الناس (ر ٤٠)
(ومن كتاب له عليه السلام إلى بعض عماله، ويقال إنّه نفس عامله السابق):
“..كأنك- لا أباً لغيرك- حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك، فسبحان الله أما تؤمن بالمعاد، أوَ ما تخاف نقاش الحساب، أيها المعدود كان عندنا من أولي الألباب، كيف تسيغ شرابا وطعاما، وأنت تعلم أنك تأكل حراما، وتشرب حراما، وتبتاع الإماء، وتنكح النساء من أموال اليتامى والمساكين والمؤمنين والمجاهدين، الذين أفاء الله عليهم هذه الأموال، وأَحرز بهم هذه البلاد، فاتّق الله واردد إلى هؤلاء القوم أموالهم، فإنك إن لم تفعل ثم أمكنني الله منك، لأُعذرن إلى الله فيك، ولأضربنك بسيفي الذي ما ضربت به أحدا إلا دخل النار، ووالله لو أنالحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت، ما كانت لهما عندي هوادة، ولا ظفرا مني بإرادة، حتى آخذ الحق منهما، وأزيح الباطل عن مظلمتهما..” (ر ٤١).
نعم بلغ عدله (صلوات الله عليه) مبلغاً لا يقف عند قويّ أو غنيّ أو رحم أو قريب، فينتصف منه لصالح من تجاوز وتعدّى عليه.
وقد تحدّث (صلوات الله عليه) عن خشونة لباسه وجشوبة مأكله، من ذلك ما في رواية أنّه قال له العلاء بن زياد الحارثيّ وكان من أصحابه يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي عاصم بن زياد، قال: وما له؟ قال: لبس العباءة وتخلّى عن الدنيا. قال: علَيَّ به. فلما جاء قال: يا عدي نفسه، لقد استهام بك الخبيث، أما رحمت أهلك وولدك. أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها؟ أنت أهون على الله من ذلك.قال: يا أمير المؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك قال: ويحك، إني لست كأنت، إنّ الله تعالى فرض على أئمة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضعفة الناس، كيلا يتبيغ بالفقير فقره (ك ٢٠٩).
ومن خطبة له (عليه السلام)، قال في آخرها: “والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها عنك فقلت: اعزب عني، فعند الصباح يحمد القوم السرى” (خ ١٦٠). ومنكتاب له عليه السلام إلى عثمان بن حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة: “ألا وإنّ لكلّ مأموم إماما، يقتدي به ويستضئ بنور علمه، ألا وإنّ إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه… فو الله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا ادّخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا… وما أصنع بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غدٍ جدث، تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب أخبارها، وحفرةٌ لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لأضغطها الحجر والمدر، وسَدَّ فُرَجَها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى؛ لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق، إلى مصفّى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القزّ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة – ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص، ولا عهد له بالشبع، أوَ أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى، وأكباد حرى أو أكونُ كما قال القائل: وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ، أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر، أو أكونُ أسوة لهم في جشوبة العيش (ر ٤٥).
وأختم هذه النقطة بما رواه الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في (الكافي ) بسند معتبر عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) قام الحسن بن عليّ (عليه السلام) في مسجد الكوفة فحمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ثم قال: أيها الناس إنّه قد قبض في هذه الليلة رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، إنه كان لصاحب راية رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، عن يمينه جبرئيل وعن يساره ميكائيل، لا ينثني حتى يفتح الله له، والله ما ترك بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه، أراد أن يشتري بها خادما لأهله، والله لقد قبض في الليلة التي فيها قبض وصيّ موسى يوشع بن نون، والليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم، والليلة التي نزل فيها القرآن”.
النقطة الثانية: في إشارة معرفيّة عن واحد من أهم شؤون ليلة القدر، يقول الله عزّ وجلّ عن هذه الليلة- الّتي وإن اختلف المسلمون في تعيينها وأنّها ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر أو أنّها قبلها، لكنهم لم يختلفوا في بقائها بعد رحيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن هذه الدار، وأنّها في كلّ سنة من سني الدنيا إلى انقضائها-: “فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ – أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ”- الدخان: ٤، ٥-، ويقول سبحانه عنها: “تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰائِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ”- القدر: ٤-، إذن في ليلة القدر يفرق كلّ أمر، وتتنزّل الملائكة وفيها الروح بكلّ أمر، ولكن لا بدّ لهذا الأمر من صاحب، وإليه ينزل في ليلة القدر كلّ أمر بعد أن يفرق، فعنده ما يُحكَم به بين العباد، ولا أحد بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له هذا الشأن، وإليه يتنزّل ما يتنزل في ليلة القدر سوى عترته الطاهرين(صلوات الله عليهم أجمعين)، الّذين فرض الله طاعتهم المطلقة على حدّ طاعة رسوله (صلّى الله عليه وآله)، فقال سبحانه: “يَٰا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَوَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ ..”- النساء: ٥٩-، ما يعني عصمتهم وعدم مخالفة أمرهم لأمره ونهيهم لنهيه؛ إذ محال على الله سبحانه أن يأذن في مخالفة ما خطّه ورسمه، وقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في كتابه (الكافي)- ١: ٤٨٥، ٤٨٦ باب النوادر ح١- بسندصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في صفة صلاة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في السماء، في حديث الإسراء- قال (عليه السلام): “ثمّ أوحى الله (عزّ وجلّ) إليه اقرأ يا محمّد نسبة ربّك (تبارك وتعالى): “قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد” [وهذا في الركعة الأولى]، ثمّ أوحى الله (عزّ وجلّ) إليه اقرأ بالحمد لله، فقرأها مثل ما قرأ أوّلا، ثمّ أوحى الله (عزّ وجلّ) إليه اقرأ: إنّا أنزلناه؛ فإنّها نسبتك ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة”، فهو وأهل بيته (صلّى الله عليه وعليهم) الّذين يتنزّلعليهم ما يتنزّل في ليلة القدر.
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، اللَّهُمَّ لا تَجعَلُهُ آخِرَ العَهدِ مِن صيامِنا إياهُ فَإن جَعَلتَهُ فَاجعَلني مَرحوماً وَلا تَجعَلني مَحروماً، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين والكافرين.
ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم – إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”.
……………………………………………………………………
الخطبة الثانية
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚوَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡخَبِيرُ * يَعۡلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا يَخۡرُجُ مِنۡهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعۡرُجُ فِيهَاۚ وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلۡغَفُورُ”-سبأ: ١، ٢-. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله- صلّى الله عليه وآله في الأولين وصلّى الله عليه وآله في الآخرين.
أيّها المؤمنون والمؤمنات، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وبتقوى الله بعد الإيمان يعود التقيّ وليّاً لله، وولي الله لا يخاف عليه، فهو في أمنٍ من كلّ سوء في الآخرة، كما أنّه لا يتسلّل له الحزن على ما فاته بفعل تقواه، قال الله سبحانه: “أَلَآ إِنَّ أَوۡلِيَآءَ ٱللَّهِ لَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ * ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ”- يونس: ٦٢، ٦٣-.
اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً.
اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ.
اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين.
أما بعد أيّها الملأ المؤمن الكريم فإلى عنوانين:
العنوان الأوّل: يوم القدس العالمي:
ميقات ضربه الإمام الخمينيّ العظيم لتذكير الأمّة بعدوها اللدود والمبين وبعنصريته البغيضة ومبادئه اللعينة ومخطّطاته الأثيمة؛ لتتخذه الأمّة بدورها وعلى طول المسار عدواً ولتعلن رفضها له وتجدّد براءتها منه، وتعزّز حربها المفتوحة معه، ولتبقيه منبوذاً وفي عزلة تامّة، ولتعمل على استعادة ما اغتصب من أرض ليعود من حيث أتى، وتأخذ على يده ليكف عن جرائمه وآثامه وعن تدنيس المقدّسات وانتهاك حرمة المسجد الأقصى، قبلة المسلمين الأولى، ومسرى نبيّنا (صلّى الله عليه وآله)؛ قال الله سبحانه: “سُبۡحَانَ ٱلَّذِيٓ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَيۡلٗا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَى ٱلَّذِي بَٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنۡ آيَٰتِنَآۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ”- الإسراء: ١-.
العنوان الثاني: من أجل الوطن الغالي أبدا:
ونحن نودّع شهر الخير والبركات ونستقبل عيد الفطر المبارك نؤكّد على أنّ البلد في أمسّ الحاجة إلى إصلاحات تتصل بجذور الأزمات وإلى معالجات لا تقف عند السطح، وأنّ الوطن وابنائه يستحقّ ويستحقّون ما هو أكبر بعشرات المرّات ممّا يوعد به من إجراءات لا تبدّد الأزمات بل تبقيها وتؤكّدها، ألم يأنِ لهذا الوطن أن تهدأ آهاته وأن تخلّى سجونه بالكامل من معتقليها وأن يعود المغتربون من أبنائه وأن ينعم الجميع فيه بخيراته؟.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشف مرضانا، ورد غربائنا ، وفك أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق.
“إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

