Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 20 جمادى الآخرة 1444هـ / 13 يناير 2023م

    2023-01-1412 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

     

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 20 جمادى الآخرة 1444هـ – 13 يناير 2023م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    ​الحمد لله الذي هدانا الصراط المستقيم، الذي لا يضلّ من لزمه، ولا يهتدي من صرف عنه، وهو المانع من أن نتبع أهوائنا فنعطب، أو نأخذ بآرائنا فنهلك.وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأُولَىٰ وَٱلۡأٓخِرَةِ، وَلَهُ ٱلۡحُكۡمُ وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ، وَهُوَ أَسۡرَعُ ٱلۡحَٰسِبِينَ، وَٱللَّهُ يَحۡكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكۡمِهِۦۚ وَهُوَ سَرِيعُ ٱلۡحِسَاب. وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله وبشيره ونذيره وسفيره والصادع بأمره (صلّى الله عليه وآله). 

    عباد الله وإماءه أوصيكم ونفسي بتقوى الله العزيز الذي لا يغلب، والجبّار الذي لا يقهر، الّذي لا تقوم لغضبه وأخذه السماوات والأرض. 

    أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في عنوانين:

    العنوان الأوّل: حول الآيتين الأخيرتين من سورة الفاتحة، وهو المقطع الّذي قسمه الله منها لعبده؛ ففي كتابي الأمالي والعيون للصدوق (رضي الله عنه) بإسناده عن إمامنا أبي محمّد العسكري (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: “قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي، ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل- إلى أن قال النبيّ (صلّى الله عليه وإله)- فإذا قال- يعني العبد- : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) إلى آخر السورة، قال الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبديما سأل، قد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمّل، وآمنته ممّا منه وَجِل”، إذن فالحديث حول مقطع الدعاء من سورة الفاتحة، وهو: (ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَٱلۡمُسۡتَقِيم :: صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ)، وهو في نقاط:

    النقطة الأولى: يستفاد من هذا المقطع أنّ ثمّة صراطاً يوصل العبد إلى الله سبحانه وإلى مرضاته، وهو صراط مستقيم يؤمن في سلوكه من أيّ ضلال، كما بيّن ذلك سبحانه في سورة الأنعام بقوله: “وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ”، فما لم يسلك هذا الصراط المستقيم فالعاقبة الحتميّة هي الميل والتِيه والضلال. كما أوضح سبحانه في سورة المُلك بأنّ مثل الناكب عن الصراط المستقيم والعادل عنه كمثل من يمشي مكبّاً على وجهه بحيث لا يتميّز- بموجب هذا الوضع- الطريق المؤدّي إلى الغاية المنشودة من غيره من الطرق، وأنّه لا محالة سيضلّ ولن يصل إلى غايته، فقال سبحانه: “أَفَمَن يَمۡشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجۡهِهِۦٓ أَهۡدَىٰٓ أَمَّن يَمۡشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ”.

    النقطة الثانية: ندبنا لسؤال الله سبحانه أن يرشدنا إلى الصراط المستقيم، وأن نلزمه في مستقبل أعمارنا كما لزمناه فيما مضى من أيامنا، وأن نديم هذه المسألة؛ فإنّ لزوم الصراط المستقيم واستمرارنا في سلوكه أمر متجدّد يستوجب تجدّد أو تعدّد الهداية، وهو يتطلّب تكرار سؤالها. 

    ولا ينبغي أن تغيب علينا خطورة وأهمية هذه المسألة والطلبة، وذلك من خلال الإلزام بتلاوة الفاتحة لمرّتين في كل فريضة، وبواقع عشر مرّات- على الأقلّ- في اليوم والليلة. 

    النقطة الثالثة: يرشدنا سؤال الهداية إلى الصراط المستقيم إلى أنّ الاهتداء إلى الصراط المستقيم لا يتأتّى بمعزل عن توفيق الله ولطفه ورحمته، وأنّ العبد لا يهتدي بدونه، فلا ينبغي للعبد- والحال هذه- أن يعتدّ بنفسه وأن يجد ملكاتها هي الّتي قادته وتقوده إلى الاهتداء إلى الصراط المستقيم، وقد نبّه سبحانه المستكبر قارون بخطابه له: “وَٱبۡتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَٱلۡأٓخِرَة..”، ولم ينجع معه التذكير، بل زاده استكبارا: “قَالَ إِنَّمَآ أُوتِيتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِي..”.

    النقطة الرابعة: رغم أنّ المقطع- كما أسلفنا- مقطع دعاء ومسألة، وفي هذا المقام يكفي أن يلقّن العبد أن يقول: (ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ ٱلۡمُسۡتَقِيم)، ولا يزيد على ذلك بشيء يرجع إلى التعريف بالصراط المستقيم؛ إذ هو العالم والمحيط بواقع الصراط المستقيم، وسواء اطّلع العبد على حقيقته أم خفيت عليه، ولكنّ الكتاب العزيز- وفي إضافة معرفية لافتة- أردف ذلك بقوله: (صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ).

    النقطة الخامسة: نعم عرّفنا سبحانه بالصراط المستقيم بذكر مواصفات ثلاث لمن صراطه الصراط المستقيم بقوله: (صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ)، وهي بدورها تنفي أن يكون الفاقد لواحدة من هذه الصفات على الصراط المستقيم. 

    النقطة السادسة:

    الصفة الأولى لمن صراطهم هو الصراط المستقيم هي: أنّ الله أنعم عليهم، ولكن لا بالمال والأولاد وصحّة البدن ونحوها وإلا فمثل هذه النعم كما هي في المؤمن فهي في الفاسق والكافر، بل أنعم الله عليهمبِالتَّوْفِيقِ لِدِينِه وَطَاعَتِه، في إشارة إلى ما بيّنه وفصّله بقوله: “وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ، وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً”. وأكتفي بهذا المقدار مع هذه الصفة.  

    الصفة الثانية والثالثة لمن صراطهم هو الصراط المستقيم هما: عدم الغضب الإلهي عليهم، وعدم ضلالهم. 

    النقطة السابعة: إنّه وإن وردنا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: “الحق لا يعرف بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله”، وأنّه قال: “إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله”. ولكن حيث يستدعي الأمر أن يصدع بالحقّ وأن يعلن ويتكلّم به جهاراً وعلانية فينبغي ذلك كما صنع أمير المؤمنين (عليه السلام)، فبعد أن قال للحارث الهمداني: (إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحقّ، فاعرف الحقّ تعرف أهله) قال له- كما في كتاب (الأمالي) للشيخ المفيد (رحمه الله) ص٥، ٦٢٥: “يا حارث، إن الحقّ أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحقّ أخبرك، فأرعني سمعك- أي استمع إليّ- ثم خبّر به من كان له حصافة من أصحابك. ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون، ونحن الآخرون، ونحن خاصّته- يا حارث- وخالصته، وأنا صنوه ووصيّه ووليّه وصاحب نجواه وسرِّه، أوتيت فهم الكتاب، وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح، كل مفتاح يفتح ألف باب، يفضى كل باب إلى ألف (ألف) عهد، وأيدت واتخذت، وأمددت بليلة القدر نفلا، وإن ذلك يجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليلوالنهار، حتى يرث الأرض ومن عليها. وأبشرك – يا حارث – لتعرفني عند الممات، وعنده الصراط، وعند الحوض، وعند المقاسمة. قال الحارث: وما المقاسمة؟.

    قال: مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحيحة، أقول. هذا وليي فاتركيه، وهذا عدوي فخذيه.

       ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال لي -وقد شكوت إليه حسد قريش والمنافقين لي-: إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وحجزته- يعني عصمته من ذي العرش تعالى-، وأخذت يا علي أنت بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه، وما يصنع نبيه بوصيه! خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما اكتسبت (يقولها ثلاثا)، فقام الحارث يجر رداءه. وهو يقول: ما أبالي بعدها متى لقيت الموت أو لقيني. كذلك صنع الله وصدع وأعلن عن الصراط المستقيم بأنّه صراط غير المغضوب عليهم. 

    ومن هذا أتخلّص إلى العنوان الثاني، 

    والذي يدور حول مقام رفيع من مقامات سيّدة نساء العالمين فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليهما وآلهما)، ونحن نعيش يوم ذكرى ولادتها الميمونة، وبهذه المناسبة أرفع أسمى آيات المباركة إلى مقام وليّ الله الأعظم الإمام المهديّ (عجّل الله فرجه) وإلى مراجعنا العظام وعلمائنا الأعلام وإلى الأمّة عامّة وإلى الملأ المؤمن وإليكم خاصّة. 

    ثمّ إنّ من مقامات سيّدة النساء فاطمة (عليها السلام) هو مقام صدع به أبوها المصطفى (صلّى الله عليه وآله) بقوله- كما في صحيح البخاريّ ٤: ٢١٠، ٢١٩-: “فاطمة بضعة منّي، فمن أغضبها أغضبني”، ونفس هذه الرواية بلفظ صحيح مسلم: “إنما فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها”، وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم ٤: ١٥٤: “قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة ان الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك”، قال الحاكم بعد نقله له: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه- يعني البخاريّ ومسلم-. إذن فمن غضبت عليه فاطمة (عليها السلام) ليس صراطه الصراط المستقيم، وتعود فاطمة (عليها السلام)- غاضبة كانت أو راضية-فيصلاً وفرقانا بين الحقّ والباطل، هذا وقد صدعت بهذا الأمر وأعلنت وجاهرت بغضبها ووجدها من بعض أصحاب أبيها (صلّى الله عليه وآله).

    ثمّ إنّه ليس معنى (يغضب لغضبك) أنّه سبحانه يغضب عن غضب فاطمة (عليها السلام)، بل هو كناية عن تطابق غضبها مع غضبه سبحانه بحيث لا ينفك غضبها عن غضبه سبحانه، فغضبه سبحانه من غضبها لا أن غضبه عن غضبها. 

    والحال هو الحال بالنسبة إلى (ويرضى لرضاك). 

    قال خطيب منبج: وكان الله يرضى حين ترضى * ويغضب ان غدت في المغضَبينا. 

    ثمّ إنّ هذا المقام- أعني يرضى لرضاها- يختلف عن مقام رضا الله رضانا، فمعنى ما يرضاه الله لنا نرضاه لأنفسنا وإن كان بلاءً وشدّة، وهذا مقام التسليم لله سبحانه ولأمره، والمقام الأوّل أرفع منه؛ إذ هو لا يبارح العصمة، بل هو واقعها. 

    اللهمّ صلّ على محمد وآل محمّد الصراط المستقيم والكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملجأ الهاربين وعصمة المعتصمين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين. 

    إنّ أحسن الحديث كتاب الله العزيز: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:: إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَر(ُ (3″

    …………………………………………………..

    الخطبة الثانية:

    الحَمدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ اللهَ شيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللهُ أن يُحمَدَ، وَكَما هُوَ أهلُهُ، وَكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا عديل، ولا خلف لقوله ولا تبديل. وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله، أدّى ما حَمَّلهُ إلى العِبادِ، وَجاهَدَ في الله عَزَّ وَجلَّ حَقَّ الجِهادِ، وَأنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌ مِنَ الثَّوابِ، وَأنذَرَ بِما هُوَ صِدقٌ مِنَ العِقابِ، صلّى الله عليه وآله كثيرا. 

    عباد الله وأهل طاعته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وخشيته في الليل والنهار والسرّ والجهار؛ فإنّه سبحانه مع من اتّقاه، قال جلّ ذكره: “وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلۡمُتَّقِينَ”، فيحرسهم و يصلح شأنهم.

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِوَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أما بعد أيّها الملأ المؤمن فإلى عنوانين

    العنوان الأوّل: عبادة العفاف:

    عقد ثقة الإسلام الشيخ الكليني (رحمه الله) باباً في كتابه الكافي عنونه بـ باب العفة، ومن رواياته صحيحة أبي بصير قال: قال رجل لأبي جعفر (عليه السلام): إني ضعيف العمل قليل الصيام ولكني أرجو أن لا آكل إلا حلالا، قال: فقال له: أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج، وصحيحة زرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:” ما عبد الله بشيء أفضل من عفة بطن وفرج”، وعلى شاكلتها وبمضمونها ما عن أبي جعفر (عليه السلام)أيضاً: “إن أفضل العبادة عفة البطن والفرج”، وما عنه أيضاً: “ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج”، وما عنه أيضاً: “ما من عبادة أفضل عند الله من عفة بطن وفرج”.

    وما عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) يقول: “أفضل العبادة العفاف”. وهي عبادة مشتركة بين الرجل والمرأة. 

    ولا ينبغي لمن تتولّى فاطمة حليفة العفاف والصون إلا تترسّم عفافها وتحوط نفسها ولا تدنس عرضها وشرفها، فإنّ فاطمة الأسوة كانت الحصان، وكانت تلبس بين الأجانب ما تطأ ذيوله، وما كانت برزة ومبتذلة بل خرجت حين كان تكليفها أن تخرج في لمّة من حفدتها ونساء قومها، ثمّ مضت (صلوات الله وروحه عليها) شهيدة سترها وحجابها. “اللهم صلّ على الصدّيقة فاطمة الزهراء الزكيّة حبيبة نبيّك وأم أحبائك وأصفيائك، الّتي انتجبتها وفضّلتها واخترتها على نساء العالمين.. اللهم وكما جعلتها أم أئمّة الهدى وحليلة صاحب اللوا والكريمة عند الملأ الأعلى فصلّ عليها وعلى أمّها خديجة الكبرى صلاةً تكرم بها وجه محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وتقرّبها أعين ذريّتها، وأبلغهم عنّي (عنّا) في الساعة أفضل التحيّة والسلام”.

    العنوان الثاني: (لا ألوذ بسواك..):

    ونحن نستقبل- بعد عشرة أيام- أشهر العبادة والطاعة والقرب والتوبة  والإنابة: أوّلها: شهر رجب، وإنّ رجب- كما ورد- شهر الله العظيم، لا يقاربه شهر من الشهور حرمة وفضلاً، وهو أحد الأشهر الأربعة الحرم الّتي قال قال الله سبحانه عنها: “إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ..”،  وهو شهر أفضل عمرة في السنة، وهو شهر أفضل زيارة لسيّد الشهداء (عليه السلام) في النصف منه، وأفضل زيارة للإمام أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في السنة، وهو شهر صيام واعتكاف واستغفار ودعاء سيما دعاء (يا من أرجوه لكلّ خير..)، “وسمّي بشهر رجب الأصبّ؛ لانّ الرحمة على اُمّتي تصبّ فيه صبّاً”. 

    وثاني شهور العبادة: شهر شعبان، وهو شهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وهو شهر صيام واستغفار، وإكثار من الصلاة على النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وهو شهر الصلوات الشعبانية: (اللهم صلّ على محمد وآل محمّد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة..)، والمناجاةالشعبانية.

    وثالث شهور العبادة: شهر رمضان، الّذي- هو الآخر- شهر الله، وهو شهر الصيام وشهر القيام، وشهر القرآن، وشهر الدعاء، وشهر ليلة القدر، (وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر).

    فحريّ بالمؤمن والمؤمنة أن يستثمرا هذه الشهور أفضل استثمار، وألا يفرّطا في أوقاتها، وأن يكون الحال العبادي فيه متميّزاً عن سائر شهور السنة. والمأمول من مؤسساتنا من مساجد وحسينيات ومشاريع تعليم وضع الخطط والتهيؤ لإقامة وإنجاح البرامج العباديّة في هذه الشهور، هذا وقد جاء شعار إحياء هذه الشهور لهذا العام: (لا ألوذ بسواك..)، فليتنادى المؤمنون والمؤسّسات لإحيائها تحت هذا الشعار. 

     

    العنوان الثالث: التطبيع الخاسر والاسترسال فيه:

    نبشّر أنفسنا- كشعب لهذا البلد الكريم- بأن التطبيع مع العدو الصهيوني لم يمسّ من سمعتنا قيد شعرة؛ فقد عرف العالم كلّه وعرف العدو الصهيوني قبل كلّ أحد بأنّ شعب هذا البلد رافض للتطبيع ابتداءً واستمراراً. 

    ثم بلا مقدّمات ما الذي حصدته البحرين- كما بقيّة الدول المطبّعة مع العدو الصهيوني- بعد مرور ما يزيد على سنتين من إعلان التطبيع معه؟

    وإذا كان من عائد يبرّر الاسترسال فيه وعدم الرجوع عنه فما هو حجمه قياساً بالخسائر الّتي خلّفها التطبيع وقياساً بالّتي هي منظورة على المديين القريب والبعيد؟ فالتاجر لا يغيب عنه يوماً بيوم عنصر الربح والخسارة من تجارته قبل أن يفوت وقت التدارك ولا يجدي عضّ أصابع الندم. 

    ثمّ ألا يكفي لعدم الاسترسال في التطبيع وبلا هوادة إحجام وتردّد جملة من البلدان في الإقليم وخارج نطاقه عن التطبيع رغم الضغوط المتزايدة؟!

     

     

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚيَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقصدر حديثًا : جامع الرسائل الفقهية “للشيخ علي الصددي”
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 17 شعبان 1444هـ / 10 مارس 2023م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 13 شعبان 1445هـ / 23 فبراير 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 2 رمضان 1444هـ / 24 مارس 2023م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 21 ذو الحجة 1445هـ / 28 يونيو 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 رمضان 1444هـ / 31 مارس 2023م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter