Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الأحد | 26 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    2024-09-2112 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 16/03/ 1446هـ الموافق 20 سبتمبر 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    “اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ في اللَّيلِ إذا يَغشى، وَلَكَ الحَمدُ في النَّهارِ إذا تَجَلَى وَلَكَ الحَمدُ في الآخرةِ وَالاُولى، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ كُلِّ نَجمٍ وَمَلَكٍ في السَّماء، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ الثَّرى وَالحَصى وَالنَّوى، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما في جَوِّ السَّماء، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما في جَوفِ الأرضِ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ أوزانِ مياهِ البِحارِ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ أوراقِ الأشجارِ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما عَلى وَجهِ الأرضِ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحصى كِتابُكَ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ ما أحاطَ بِهِ عِلمُكَ، وَلَكَ الحَمدُ عَدَدَ الإنسِ وَالجِنِّ، وَالهَوامِّ وَالطَّيرِ، وَالبَهائِمِ والسِّباعِ، حَمداً كَثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فيهِ، كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرضى، وَكَما يَنبَغي لِكَرَمِ وَجهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ”.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن أرسله، وسمّاه قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه…وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصّرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم” “..اَللّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد، أَفضَلَ ماصَلَّيتَ عَلى اِبراهِيمَ وَآلِ ابراهِيمَ؛ إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ”.

     

    ثمّ “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِۦ يُؤۡتِكُمۡ كِفۡلَيۡنِ مِن رَّحۡمَتِهِۦ وَيَجۡعَل لَّكُمۡ نُورٗا تَمۡشُونَ بِهِۦ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ”-الحديد: ٢٨-.

    ثمّ إنّا جميعاً على أبواب ذكرى ولادة رسول الله محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله)- بحسب الرواية المعروفة- وذكرى ولادة الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)، فمقدّماً أزفّ إليكم وإلى جميع المؤمنين وعامّة المسلمين أسمى آيات التهاني والتبريك بهاتين المناسبتين السعيدتين والكريمتين. 

    أمّا بعد أيّها المؤمنون والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في عنوانين:

    العنوان الأول: كَأَنَّهُم بُنۡيَانٞ مَّرۡصُوصٞ”- الصف: ٤

    كثيرة هي مشاريع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وواحد من تلك المشاريع هو صناعته للجماعة المؤمنة، والعمل على بنائها بمقاييس واشتراطات خاصّة، فيغدون كما وصّفهم لنا كتاب الله بقوله: “مُحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ..”- الفتح: ٢٩-، فالّذين مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)- صنعوا على عينه، وبنيت شخصيّاتهم بهديه، وشكّلت نفوسهم بمنهاجه، فجاء النتاج نفوساً إلى جانب كونها شديدة على الكفّار- رحيمة بالمؤمنين، فليست كنفوس أهل الجاهلية والجاهليين شديدةدائماً وعلى كلّ أحد حتى على المؤمنين، كما أنّها ليست ليّنةً تألف كلّ أحد حتى الّذين ناوءوا دين الله وكفروا برسوله (صلّى الله عليه وآله)، وهذا ما يقضي بالعجب من كيمياء هذا الدين، فهو يشكّل نفوساً تغلظ في موضع يستحقّ الغلظة والشدّة، وتلين في موضع يستحق اللين والرحمة.

    ثمّ هذه الرحمة- والّتي تسكن القلوب- يمتدّ أثرها إلى جوارح وأعضاء أصحاب تلك القلوب، فتجعلها خاضعة لا ترفّع فيها ولا كبر يستخفّها، بل يعود الواحد منهم خافض الجناح لأخيه المؤمن قد لفّه التواضع له وازدان به، كما امتدح الله بذلك فريقاً من المؤمنين فقال سبحانه: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ”- المائدة: ٥٤-، فمن صفتهم المحمودة أنّهم أَذِلَّة عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ. فبموجب مجموع الآيتين يراد للمؤمن اتّجاه أخيه المؤمن وإخوانه المؤمنين خفض جناح الذلّ لهم والرحمة بهم، كما لو كان من يتعامل معه أحد والدَيه حيث قال الله سبحانه: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ- ثمّ قال- وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ..”-الإسراء: ٢٣، ٢٤-.

    ثمّ إنّه بتوفّر المؤمن على هذين الأمرين يلتحم بأخيه المؤمن، ويشدّ عضده، ويسنده، وبهذه هذه الوتيرة بين كلّ مؤمن وآخر- يغدو المؤمنون بمثابة الجسد الواحد، ففي كتاب (المؤمن) للحسين بن سعيد الأهوازيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “المؤمنون في تبارّهم وتراحمهم وتعاطفهم- كمثل الجسد، إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر والحمّى”، بل يراد لهم أنّ يصلوا إلى الحدّ الّذي أحبّه الله لهم، وهو أن يكونوا “..صَفّٗا كَأَنَّهُم بُنۡيَانٞ مَّرۡصُوصٞ”- الصف: ٤-.

    العنوان الثاني: حسن الجوار:

    روى ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) بسند صحيح عن أبي أسامة زيد الشحّام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):”اقرأ على من ترى أنّه يطيعني منهم ويأخذ بقولي- السلام، وأوصيكم بتقوى الله عزّ وجلّ، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار؛ فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله)..”.

    فبعد أن أوصانا مقتدانا الإمام الصادق (صلوات الله عليه) بحسن الجوار- قال بعده: (فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله))،فأكّد بهذه الجملة على توصيّته بحسن الجوار، وإذا كانت هذه الجملة راجعة إلى كلّ ما سبقها من الوصايا من التقوى والورع وصدق الحديث وأداء الأمانة فإنّ حسن الجوار- هو الآخر- داخل في الكلمة؛ فإنّه هو المتيقن دخوله من بين ما سبق من الوصايا.

    وممّا يؤكّد عود الجملة إلى خصوص الوصية بحسن الجوار تنويع الروايات بين الوصية بالتقوى وأنّها وصيّة ربّكم سبحانه، وبين الوصيّة بحسن الجوار وأنّها وصيّة نبيّكم (صلّى الله عليه وآله)، ففي نهج البلاغة، من وصية أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) للحسن والحسين (عليهما السلام) لمّا ضربه ابن ملجم (لعنه الله): “.. واللهَ اللهَ في جيرانكم؛ فإنّهم وصيّة نبيّكم”، ثمّ قال: “ما زال يوصي بهم حتى ظننّا أنّه سيورّثهم..”، بمعنى أنّه سيجعل لهم نصيباً من الميراث، وهذه الجملة تفيد بصورة واضحة بأنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) لطالماأوصى بحسن الجوار وبنحو متكرّر ومتكثّر، وهذه الوصيّة عادت وصيّة نبيّنا (صلّى الله عليه) من بين سائر وصاياه لفرط مبالغته في توصيّته بها. 

    وقد بلغت عناية رسول الله (صلّى الله عليه وآله) واهتمامه بهذا الأمر حدّاً دعاه إلى اعتماد طريقة لا يبقى معها عذر لمعتذر بأنّه لم يسمع ما أراد بيانه أو لم يلتفت إليه أو ما سواهما من الأعذار، فقد روى الشيخ الكلينيّ في (الكافي) بسند صحيح عن عمرو بن عكرمة عن أبي عبد الله (عليه السلام)- في حديث- إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أتاه رجل من الأنصار فقال: إنّي اشتريت داراً من بني فلان، وإن أقرب جيراني منّي جواراً من لا أرجو خيره ولا آمن شرّه، قال: “فأمر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً وسلمان وأبا ذر- ونسيت آخر[والكلام لابن عكرمة]، وأظنّه المقداد- أن ينادوا في المسجد بأعلى أصواتهم بأنّه (لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه)، فنادوا بها ثلاثا، ثم أومأ بيده إلى كلّ أربعين دارا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله”.

    فالبيان الّذي أراد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أن يبلّغه هو هذه الجملة: (لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه)، والّتي تعطي نفي الإيمان عمّن لم يأمن جاره ظلمه وأذاه وتعدّياته وتجاوزاته، فليس الإيمان محض اعتقاد يتوفّر عليه صاحبه، بل مأخوذ إلى جانبه أو مأخوذ فيه سلوك وعمل، وهو أن يأمن جاري من أذاي له وظلمي إياه، وإلا انتفى الإيمان وإن رفعت به صوتي عالياً. 

    ثمّ إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قد اتّخذ من أصوات مرفوعة لأربعة أشخاص وبواقع ثلاث مرّات أداة لتبليغ تلك الجملة، وكان بوسعه (صلّى الله عليه وآله) أن يكتفي برفع صوته بتلك الجملة، ولكنّه آثر تلك الطريقة لئلا يبقى مع هذا الصنيع عذر لأحد اتّجاه هذا الأمر- كما قدّمنا-.

    ثمّ إنّه (صلّى الله عليه وآله) عمد إلى بيان دائرة الجوار بما يزيد على الحدّ العرفيّ، وأنهاه إلى حدّ أربعين داراً من جميع نواحي الدار، فكلّ ذلك جوارٌ شرعاً. وقريب من تلك الكلمة ما رواه الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في (الكافي)- بسند معتبر- عن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “جاءت فاطمة (عليهما السلام) تشكو إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعض أمرها، فأعطاها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كريسة [وهيتصغير كرّاسة]، وقال: تعلّمي ما فيها، فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره..”، فمن مقتضَيات الإيمان بالله واليوم الآخر ولوازمه عدم إيذاء الجار. 

    وقد جعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في عهدة الجار أن يحوط جاره ويحفظه كما يحوط ويحفظ نفسه، وكشف لنا عن عظم حرمة الجار فقد روى الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه)- بسند معتبر- عن طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام) قال: قرأت في كتاب عليّ (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كتب بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل يثرب- أنّ الجار كالنفس غيرَ مضارّ ولا آثم، وحرمةَ الجار على الجار كحرمة أمّه وأبيه..”، فنزّل (صلّى الله عليه وآله) الجارَ ابتداءً منزلة النفس، وأبان جهة التنزيل بقوله: (غيرَ مضارّ ولا آثم)، ولعلّ مراده أنّه كما يحوط المرء نفسه ويحفظها فلا يضارّها ولا يوقعها في الإثم كذلك ينبغي ان لا يضارّ جاره ولا يوقعه في الإثم. 

    ثمّ إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) كجدّه المصطفى (صلّى الله عليه وآله) قد اتفقت منه الوصيّة بحسن الجوار في حالات خاصّة تلفت النظر وتسترعي الاهتمام، فمن ذلك ما في (الكافي) عن أبي الربيع الشاميّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال- والبيت غاصّ بأهله-: “اعلموا أنه ليس منّا من لم يحسن مجاورة من جاوره”، فأعلن براءته ممّن لا يحسن مجاورة من جاوره، وهو يفيد مدى خطورة وأهمّيّة حسن الجوار. وقد صدع بذلك أمام جمع من أهله، فقد كانت الحجرة الّتي هو فيها لحظة الإعلان غاصّةً بأهله.   

    ثمّ إنّ بعض الروايات قد تعرّضت لذكر مصداق خفيّ لحسن الجوار، ففي الكافي عن الحسن بن عبد الله عن عبد صالح (عليه السلام) [في إشارة إلى الإمام الكاظم] قال: قال: “ليس حسن الجوار كفّ الأذى، ولكنّ حسن الجوار صبرك على الأذى”، فلا يكتفى منك فيما يرجع إلى حسن الجوار ألا تؤذي جارك بل المطلوب منك اتّجاهه أزيد من ذلك، وهو أن تصبر على أذاه، أو أنّه (عليه السلام) أراد أن يبيّن لنا أنّ عدم إيذاء الجار وإن كان أمراً لازماً إلا أنّه ليس من حسن الجوار في شيء، وأنّ حسن الجوار هو أن تصبر على أذى جارك. 

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم * والعصر :: إنّ الإنسان لفي خسر :: إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِوَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ”- العصر1-3-

    ……………………………………………………………………

    الخطبة الثانية:

    “اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ أن خَلَقتَ فَسَوَّيتَ وَقَدَّرتَ وَقَضَيتَ وَأمَتَّ وَأحيَيتَ وَأمرَضتَ وَشَفَيتَ وَعافَيتَ وَأبلَيتَ، وَعَلى العَرشِ استَوَيتَ وَعَلى المُلكِ احتَوَيتَ”

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، عبدٌ لم يعبد أحداً غيره، اصطفاه بعلمه، وأمينا على وحيه، ورسولا إلى خلقه، (فصلى الله عليه وآله).

    عباد الله وإماءه وأهل طاعته وإجابته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فإنها وصيّته في الأولين ووصيّته في الآخرين، قال الله سبحانه:”.. وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِيَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ وَإِن تَكۡفُرُواْ فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدٗا”- النساء: ١٣١-.

     

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً.

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في عنوانين:

    العنوان الأول: أسبوع الوحدة الإسلاميّة:

    وحدة المسلمين والدعوة إليها وإلى نبذ الفرقة  والتشرذم دعوة إلهيّة أودعها الله سبحانه في كتابه، فقال: “وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِجَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ..”- آل عمران: ١٠٣-، ومع هذا النهي الإلهي عن التفرّق وإيجاد أدواته وأسبابه فلا عذر لمسلم في أن يجنح للفرقة وأن يأخذ بأسبابها، كيف ذلك؟! والألفة والأُخوّة نعمة امتنّ بها الله علينا فقال سبحانه: “..وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا..”- آل عمران: ١٠٣-.

    ثمّ بعد التعرّف على المشتركات بيننا نحن المسلمين- وهي كثيرة وخطيرة- فالوحدة هي العمل على جعل المشتركات مؤلّفة وجامعة لنا، وعلى تنحية ما من شأنه أن يبعث على فرقتنا وتضعيفنا.

    ولا ينبغي أن يغيب علينا ويغلب على بصيرتنا بأنّ من يزرع الشقاق بيننا وينبذ وحدتنا هو عدو يتربّص بنا، وإن أظهر الوداعة وتظاهر بالحرص علينا. كمالا ينبغي أن يغيب علينا بأنّ من يشطّرنا ويشيطن شطراً منّا هو عدوٌ لدود لنا وإن أعلن محالفته للشطر الآخر ووقّع عليها. وفي الحكمة: أُتي من لم يعرف عدوه، أقول: فكيف بمن اتّخذه صديقاً وترامى في أحضانه. 

    وممّا تقدم ونحوه لا يعود سرّاً أو لغزاً ما صنعه الإمام الخمينيّ (رضي الله عنه) من توقيت وإعلان أسبوع الوحدة الإسلاميّة من الثاني عشر حتى السابع عشر من ربيع الأوّل؛ التفاتاً إلى الروايتين في تاريخ ولادة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتوقيتها المردّد بين هذين اليومين. 

    ثمّ لكم أن تتبيّنوا بجلاء ثمرة عظيمة وعميمة للوحدة الإسلاميّة تستحثّنا عليها وتدفعنا نحوها، وهو مدى صلابة وثبات واستبسال قوى المقاومة الإسلاميّة في وجه قوّة دولة الصهاينة وترسانتها الحربيّة الضخمة. 

    العنوان الثاني:العدوان على لبنان:

    تجاوز العدو الصهيونيّ الغاشم- وبحماية ودعم أمريكيّ وغربيّ غير محدودين- الخطوط الحمر بعدوانه الالكترونيّ على لبنان ومقاومته المساندة لإخوة الإسلام في غزّة الصمود، وقد اعتبر عدوانه هذا بمثابة إعلان حرب على أهلنا في لبنان، وكان هدفه اغتيال خمسة آلاف انسان بعدد الأجهزة الّتي باشر في تفجيرها لولا لطف الله ودفعه، وقد خلّف – وفق إحصائية مساء الأمس الخميس– اثنين وثلاثين شهيدا وعشرات المئات من الجرحى والمصابين، وإصابات بعضهم بليغة وخطيرة. ثمّ كلّنا ضَراعة إلى الله في رفيع الدرجات للشهداء، وفي جميل الصبر لذويهم، وفي عاجل الشفاء والعافية للمصابين، وفي مبين النصر لمقاومتهم، وفي عادل القصاص والثأر من الصهاينة المعتدين، كما نرفع- مناصرين- الصوت عالياً في إدانة هذا العدوان والتنديد به. 

     

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشفِ مرضانا، وردّ غرباءنا، وفكّ أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 ربيع الاول 1446هـ / 13 سبتمبر 2024م
    التالي كبار العلماء : ندعو المؤمنين إلى أمسيّات دعائية في اللطف بأهلنا في لبنان وحمايتهم

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 ربيع الاول 1446هـ / 13 سبتمبر 2024م

    منوعات

    كبار العلماء : على أمتنا وشعوبنا أن يكون لها موقفها الواضح والجلي في محطات الصراع هذه، وأن يقفوا مع الشعب الفلسطيني

    الشيخ علي الصددي يستقبل المؤمنين – ٢ أبريل ٢٠٢٥

    143 عالم دين في البحرين يرفضون التطبيع ويقفون مع الشعب الفلسطيني

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 5 محرم 1446هـ / 12 يوليو 2024م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter