Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 21 ذو الحجة 1445هـ / 28 يونيو 2024م

    2024-06-2912 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 21/12/ 1445هـ الموافق 28 يونيو 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَنا مِنَ الموفينَ بِعَهدِهِ إلَينا وَميثاقِهِ الَّذي وَاثَقَنا بِهِ مِن ولايَةِ وُلاةِ أمرِهِ وَالقوَّامِ بِقِسطِهِ وَلَم يَجعَلنا مِنَ الجاحِدينَ وَالمُكذِّبينَ بيَومِ الدّينِ. الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكينَ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ وَالأئِمَّةِ (عليهم السلام) . الحَمدُ للهِ الَّذي جَعَلَ كَمالَ دينِهِ وَتَمامَ نِعمَتِهِ بِولايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ عَليّ بنِ أبي طالِبٍ (عليه السلام) . 

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يَعلَمُ ما في السَّماواتِ وَما في الأرضِ، ما يَكونُ مِن نَجوى ثَلاثَةٍ إلاّ هُوَ رابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إلاّ هُوَ سادِسُهُم، وَلا أدنى مِن ذلِكَ وَلا أكثَرَ إلاّ هُوَ مَعَهُم أينَما كانوا ثمّ يُنَبِّئُهُم بِما عَمِلوا يَومَ القيامة إنَّ اللهَ بِكُلِّ شيءٍ عَليمٌ. 

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، صلّى الله عليه وآله، وجزاه عنّا ما هو أهله. 

    عباد الله وأهل طاعته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله الأحقّ بالخشية من سائر خلقه.

    أما بعد..

    فيقول الله سبحانه: “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلۡيَهُودَوَٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقۡرَبَهُم مَّوَدَّةٗ لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّا نَصَارَىٰۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُونَ”- المائدة: ٨٢-.

    فقد أخبر الله سبحانه- وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثۡلُ خَبِيرٖ- عن سرّ وسبب كون النصارى أقرب الناس مودّة للّذين آمنوا وعزا ذلك إلى أمرين، فقال: “ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنۡهُمۡ قِسِّيسِينَ وَرُهۡبَانٗا وَأَنَّهُمۡ لَا يَسۡتَكۡبِرُون”، فعزا مودّتهم للمؤمنين إلى أمرين: 

    الأمر الأوّل: وجود بيئة اجتماعيّة توجب ذلك وتعزّزه فيهم، فإلى جانب وجود الرهبان والعبّاد وحالة الانقطاع إلى الله والخضوع له- ثمّة رؤوساء لهم في الدين والعلم، فهم منهم وبينهم و لا شيء يفصلهم عنهم، فينفتحون على العالم ويفاتحونه، وينفتح عليهم ويفتح عليهم، والعالم يميّز بفضل علمه وبصيرته ما هو حقّ عمّا هو باطل، ويقتدر بجدارة على كشف وتبيين ما قد يخفى ويلبّس به على غيره، هذا أمر. 

    والأمر الثاني:- وهو لا يقلّ عن سابقه من حيث الأهمّيّة- وهو عدم استكبارهم- رؤوساء ومرؤوسين- عن قبول الحقّ وعن الأخذ به؛ فإنّه لا خير في عالم يتنكّر لعلمه، فلا يوافق علمه ويأخذ بمقتضياته، ولا خير في عالم عاد علمه بالشيء وجهله به على حدّ سواء، كما حكى الله سبحانه عن علماء اليهود فقال: “مَثَلُ ٱلَّذِينَ حُمِّلُواْ ٱلتَّوۡرَاةَ ثُمَّ لَمۡ يَحۡمِلُوهَا كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢاۚ بِئۡسَ مَثَلُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِـَٔايَاتِ ٱللَّهِۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّالِمِينَ”- الجمعة: ٥-.

    ثمّ لا ينتظر ممّن لم يشفع علمه بالحقّ- بقبوله والأخذ به أن يبلّغه لغيره، بل يسعى سعيه أن يحجبه ويكتمه عنه، وقد توعّد الكتاب العزيز على كتمان ما أنزل الله سبحانه بإنزال اللعن ما لم يرجعوا عن جرم الكتمان ويصلحوا ما أفسدوه به بأن يبيّنوا ويكشفوا عمّا كتموا من الحقّ، قال الله سبحانه: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَاتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّاعِنُونَ :: إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ”- البقرة: ١٥٩، ١٦٠-، وقد توعّد الكتاب العزيز على كتمان  ما أنزل الله سبحانه بالنار، ما يؤذن بكونه من كبائر الذنوب، قال الله سبحانه: “إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡكِتَابِوَيَشۡتَرُونَ بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ مَا يَأۡكُلُونَ فِي بُطُونِهِمۡ إِلَّا ٱلنَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ”- البقرة: ١٧٤-. وعنكتاب (الترغيب والترهيب) عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “إذا لعن آخر هذه الأمة أولها فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله”. وعن كتاب (كنز العمّال) عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “كاتم العلم يلعنه كل شيء، حتى الحوت في البحر، والطير في السماء”. وعن نفس الكتاب عنه (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “من كتم علما نافعا عنده ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار” .

    حديث الغدير بين الإنكار والتأويل:

    وبعد كلّ ما تقدّم تعالوا نتصفّح حال بعض المسلمين في التعاطي مع حديث الغدير إنكاراً أو تأويلاً:

    فقد روى رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتابيه الأمالي والخصال بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: خطبنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) منهم أنس بن مالك، والبراء بن عازب، والأشعث بن قيس الكندي، وخالد بن يزيد البجلي، ثم أقبل على أنس فقال: يا أنس إن كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطّيهالعمامة، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “من كنتمولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه”، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه”، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه. قال جابر بن عبد الله الأنصاري: والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه،وهو يقول: الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب، وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله، فمات ميتة جاهلية. وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاويةاليمن فمات بها ومنها كان هاجر.

    ورغم أن طرق حديث الغدير في مصادر غير الإماميّة قريبة من ستمائة طريق فقد تنكّر لتواتره بعض علماء المسلمين- قديماً وحديثاً-، ففي كتاب (خاتمة المستدرك) للمحدّث النوريّ٣: ٢٣٤، ٢٣٥ عن (تنبيه الخواطر) للشيخ الزاهد ورام: أن الشيخ المفيد لما انحدر مع أبيه وهو صبي من عُكْبرى إلى بغداد للتحصيل اشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله المعروف: بالجعل، ثم على أبي ياسر، وكان أبو ياسر ربما عجز عن البحث معه، والخروج عن عهدته، فأشار إليه بالمضي إلى علي بن عيسى الرماني الذي هومن أعاظم علماء الكلام، وأرسل معه من يدله على منزله، فلما مضى وكان مجلس الرماني مشحونا من الفضلاء، جلس الشيخ في صف النعال، وبقي يتدرج للقرب كلما خلي المجلس شيئا فشيئا لاستفادة بعض المسائل من صاحب المجلس، فاتفق أن رجلا من أهل البصرة دخل وسال الرماني، وقال له: ما تقول في خبر الغدير وقصة الغار؟

    فقال الرماني: خبر الغار دراية، وخبر الغدير رواية، والرواية لا تعارض الدراية.

    ولما كان ذلك الرجل البصري ليس له قوة المعارضة سكت وخرج.

    وقال الشيخ: إني لم أجد صبرا عن السكوت عن ذلك، فقلت: أيها الشيخ: عندي سؤال، فقال: قل. فقلت: ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل فحاربه؟

    فقال: كافر، ثم استدرك، فقال: فاسق. فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام؟ فقال: إمام. فقلت له: ما تقول في حرب طلحة وزبير له في حرب الجمل؟ فقال: إنهما تابا. فقلت له: خبر الحرب دراية، والتوبة رواية. فقال: وكنت حاضرا عند سؤال الرجل البصري؟فقلت: نعم. فقال: رواية برواية، وسؤالك متجه وارد…

    وإذا كان سيد الخلائق وأكرمهم على الله قد خوطب- بعد الأمر بتبليغ ولاية علي- من قبل الله بقوله الحازم: “وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ” ، فمن ذا الذي يسلم على الله من بعده حيث ينكر أو يكتم هذا الأمر؟. ثمّ من لم يسعه إنكار حديث الغدير، بل اعترف بتواتره كابن حجر تأوّل مفردة (المولى) بما لا شاهد عليه من معانيه، وهو الناصر، والحال أنّ القرائن داخلية وخارجيّة تأبى هذا المعنى، وقد روى الصدوق في معاني الأخبار: ١٦١ ح٢ بسنده عن أبان بن تغلب، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) عن قول النبي (صلى الله عليه وآله): “من كنت مولاه فعليّ مولاه”. فقال: يا أبا سعيد، تسأل عن مثل هذا؟! – يريد (صلوات الله عليه) أن يقول بأنّ معناه أوضح من أن يخفى بحيث تسأل عنه- ، ثم قال (عليه السلام): “أعلمهم أنّه يقوم فيهم مقامه”.

     

     

    ولله درّ السيّد الحميريّ حيث قال:

    منحت الهوى المحضّ مني الوصيا  **       ولا أمنح الود إلا عليا

    دعاني النبيّ عليه السلام            **         إلى حبّه فأجبت النبيّا 

    فعاديت فيه وواليته                **        وكنت لمولاه فيه وليا

    أقام بخمٍّ بحيث الغدير            **       فقال فأسمع صوتا نديا

    ألا ذا إذا مت مولاكم               **         فأفهمه العرب والأعجميا.

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم – * والعصر * إنّ الإنسان لفي خسر* إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ”. 

    ……………………………………………………………………

     

     

    الخطبة الثانية

    الحمد لله الواحد الـ”أحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد”.

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا يُحصي مِدحَتَهُ القائِلونَ وَلا يَجزي بِآلائِهِ الشَّاكِرونَ العابِدونَ، وَهُوَ كَما قالَ وَفَوقَ ما يقول القائلون، وَاللهُ سُبحانَهُ كَما أثنى عَلى نَفسِهِ “وَلا يُحيطونَ بِشيءٍ مِن عِلمِهِ إلاّ بِما شاءَ، وَسِعَكُرسيُّهُ السَّماواتِ وَالأرضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفظُهُما وَهُوَ العَليُّ العَظيمُ”. 

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، بشّر به من سبقه من الأنبياء، وختمهم فلا نبي بعده، صلّى الله عليه وآله وسلّم. 

    أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمنات أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته واجتناب معصيته؛ فإنّا في محضره، ولا يهونن علينا نظره، قال سبحانه: “أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ”- العلق: ١٤-.

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ المؤمن فإلى عناوين ثلاثة:

    العنوان الأوّل: حملات الحجّ والأجور الباهضة:

    نتفهّم أنّ هناك ضرائب ورسوماً، ولكنّ الخدمات المبالغ بها- هي الأخرى- تسهم في رفع الكلفة الماليّة للحجّ، فلماذا الإصرار عليها والتنافس المحموم في عرضها؟! ولماذا الترف والبذخ وكأنّ ذلك من نسك الحجّ ومن متطلّبات البلد الحرام في الشهر الحرام؟! ناسين أو متناسين بأنّ هذا ممّا يعوّق عن الحجّ وينتهي إلى المنع منه بسوء الاختيار. وأورد رواية رواها ثقة الإسلام الكلينيّ (رضي الله عنه) بسنده عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن رجلا استشارني في الحجّ وكان ضعيف الحال فأشرت إليه أن لا يحجّ، فقال: “ما أخلقك أن تمرض سنة”، قال: فمرضت سنة.

    ونتساءل عمّا إذا كان ذلك الصنيع يقلّ عن الإشارة بترك الحجّ لمن كان ضعيف الحال؟، والجواب بمراجعة أهل المحاورة والعرف العامّ يفضي بنا إلى أنّ إيثار فضول الخدمات- المفضي إلى تعويق حجّ البيت والمنع منه- أولى بترتّب ذلك الأثر من الإشارة بترك الحجّ لمن كان ضعيف الحال. هذا والّذي نؤمّله في هذا الأمر هو التالي:  

    أوّلاً: تفاوض أرباب الحملات مع الجهات الرسميّة لتقليل الرسوم والضرائب، فهم أمناء الحجيج على أموالهم.

    ثانياً: العمل على تقليص فضول الخدمات سيما ما هو بذخ، وينتهي إلى الإجهاز على واحدة من حكم الحجّ وفلسفاته، وهي إلغاء التمايزات. 

    ثالثا: أن يكون للحملات وفي ضمن عروضها الحجّ الميسّر الذي يؤذن بحجّ الرجل مع زوجته وأهل بيته. هذا والمدّة من الآن إلى الموسم من قابل كافية لمعالجة هذا الخلل وبتفهّم وتداول وتعاون من الجميع. 

    العنوان الثاني: زيارة العتبات المقدّسة:

    لماذا الإصرار من قبل سلطات بلدنا على لزوم استصدار الإذن بزيارة بَلَدَي العتبات المقدّسة العراق وإيران؟ وهل تمّ رفع اليد عن القانون الّذي يكفل أن نمارس نحن الشيعة الإماميّة بلا قيود شعائرنا الدينية؟ ثمّ إنّ إيمان المؤمن لا يسمح له في أن يخطو خطوة واحدة في طريق تقييد ممارسته لشعائره. 

    العنوان الثالث: “وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُون”:

    لقد قاربت مدّة حرب الإبادة المستعرة والمجنونة على أهلنا في غزّة الصمود التسعة أشهر بلا استكانة ولا خضوع، وقد أسرف كيان الاحتلال المؤقّت في استعمال كافّة أدوات القتل والإبادة، ومارس مختلف صنوف التنكيل والعذاب، وكانت تقديراته المغرورة أن يهزم بقوته المشدودة إلى الأرض والمادّة إيمان وإرادة الأباة ومشاريع الشهادة في سبيل الله والمستضعفين، ولئن كان ما لاقوه ووقع بهم عظيماً لا يعرف مدى شدّته وسورته إلا الله ومن حلّ بهم، ولكن كيان الاحتلال الغاشم ومن وراءه من دول الكفر والنفاق يتجرّعون مرارة الهزيمة والانكسار لحظةً بلحظة، قال الله سبحانه: “وَلَا تَهِنُواْ فِي ٱبۡتِغَآءِ ٱلۡقَوۡمِۖ إِن تَكُونُواْ تَأۡلَمُونَ فَإِنَّهُمۡ يَأۡلَمُونَ كَمَا تَأۡلَمُونَۖ وَتَرۡجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرۡجُونَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا”- النساء: ١٠٤-. 

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشفِ مرضانا، وردّ غرباءنا، وفكّ أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقكبار العلماء في البحرين .. ندين هذه المجزرة النكراء
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 28 ذو الحجة 1445هـ / 5 يوليو 2024م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 30 رمضان 1444هـ / 21 أبريل 2023م

    كبار العلماء في البحرين: ندين كلّ صنوف التعدّي والتجاوز على إخوة الإسلام في غزّة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 12 رمضان 1445هـ / 22 مارس 2024م

    أكثر من ١٢٥ عالم دين يقفون مع موقف كبار العلماء بخصوص الحقوق الشرعية – 19-6-2016

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter