Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 محرم 1445هـ / 4 اغسطس 2023م

    2023-08-0512 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 16/01/ 1445هـ الموافق 04 أغسطس 2023م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رفيع الدرجات باهر الآيات مجيب الدعوات قابل التوبات معطي المسألات دافع البليات غافر الخطيئات رافع الدرجات.

    وأشهد أن لا إِلهَ إِلاّ اللهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فضْلاً كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهِلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً لِرَبِّنا الباقِي وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ.

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وخاصّته من عباده، وخالصته من خلقه، وصفيّه لدينه، ومختاره لرسالته، صلّى الله عليه وآله الأطيبين الأطهرين الهادين المهديين. 

    “يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ”- الحشر: ١٨-.

    أمّا بعد أيّها الملأ المؤمن الكريم فالحديث في فقه مّا أُثر عن النبيّ المصطفى (صلّى الله عليه وآله) من طرق الفريقين في حقّ سبطه الحسين (صلوات الله وسلامه عليه): “حسين منّي، وأنا من حسين، أحبّ الله من أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط”، والّذي أخرجه الحاكم في مستدركه على الصحيحين. وقد تناولنا في الجمعة السابقة فقرتيه الأولى والثانية، والحديث في هذا المقام حول فقرتيه الثالثة والرابعة:

     

     

    الفقرة الثالثة هي: “أحبّ الله من أحبّ حسيناً”: 

    وما أجلّه من مقام؛ فبحبّك للحسين (عليه السلام) تعود محبوب الله، ولتستبين هذا الأمر ما عليك إلا الالتفات إلى ما تضمّنه الحديث الصحيح من طرق الفريقين: “لأعطين الراية [غداً] رجلا يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله”- صحيح مسلم- فقد أثبت مقامين للأمير(صلوات الله عليه)، أوّلهما: حبّه لله ورسوله، وثانيهما: وهو أعلى من سابقه، وهو حبّ الله ورسوله له(صلوات الله عليه). وهذا المقام الثاني هو الّذي ثبت لمن يحبّ الحسين (صلوات الله عليه). ولك بعد هذا ومن خلاله أن تحلق عالياً في منزلة الحسين (صلوات الله عليه) عند الله سبحانه.

    الفقرة الرابعة والأخيرة من الحديث هي: “حسين سبط من الأسباط”:

    والسبط عند العرف العامّ وكذا عند بعض علماء اللغة وإن كان هو ولد البنت أو ولد الولد الشامل للبنت, أو الولد إلا أن إرادته من كلام النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بعيدة غاية البعد؛ لوضوح كون الحسين (عليه السلام) ولداً له وولد ابنته، فيعود التنبيه عليه لغواً يُجلُّ المتكلِّم الحكيم عن مثله. ولو كان يريد أنّه ولد ابنته لقال: (سبطي) أو (أحد أسباطي) أو (سبط من أسباطي)، لكنّه (صلّى الله عليه وآله) قال: (من الأسباط) ما يعني وجود أفراد لهذا العنوان، وهو واحد منهم.

    وقد تصدّى بعض أرباب اللغة لتفسير هذه الجملة، قال الفيروزآبادي في كتابه (القاموس المحيط): “…و(حسين سبط من الأسباط) أي أمة من الأمم”، وفي كتاب (لسان العرب) لابن منظور: “وفي الحديث (الحسين سبط من الأسباط) أي أمة من الأمم في الخير, فهو واقع عليها, والأمة واقعة عليه”, وفي كتاب (مجمع البحرين): “وفي الخبر: (الحسين سبط من الأسباط) أي أمة من الأمم في الخير, ويحتمل أن يراد بالسبط القبيلة أي يتشعب منهما (كذا) نسله”.

    ولعل منشأ هذا التفسير هو الاستعمال القرآني لمفردة الأسباط في آية مفسّرةً فيها بالأمم، وهو قوله تعالى: {وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}، وهم أممٌ, وأن كل سبط ينتهي إلى ولَد من وُلد يعقوب, وكل واحد منهم أمة وجماعة من الناس, فالأسباط في بني يعقوب كالقبائل في بني إسماعيل, وكانوا اثني عشر سبطاً. 

     

    ولكنّ ظاهر وواضح جملةٍ من الآيات- أوّلاً:- أنّ الأسباط ليسوا  أمماً وجماعات بل هم أفراد وأشخاص، قال الله سبحانه: {أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِنْدَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}، وكما هو مدلول الآيات الآتية. 

    – وثانياً- أنّ لهم مقاماً معنويّاً ورتبة إلهيّة ترتقي بهم إلى مصافّ الأنبياء وبعض مراتبهم من الإنزال عليهم والإيحاء إليهم، قال الله سبحانه:

    1- {قُولُوا آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

    وقال سبحانه:

    2- {قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}.

    وقال سبحانه:

    3- {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}.

    فظاهر الإنزال إلى غير إبراهيم ومنهم الأسباط في سياق الحديث عن الإنزال إلى نفس إبراهيم هو إنزال الوحي إليهم, ولا صارف عن هذا الظهور، فالأسباط أنبياء أنزل إليهم الوحي، فالإمام الحسين (صلوات الله عليه)- بموجب قول النبيّ (صلّى الله عليه وآله): “حسين سبط من الأسباط”- له ما للأسباط من المرتبة ما خلا النبوة لما علمناه من أنّ محمّداً النبيّ (صلّى الله عليه وآله) خاتم النبيين، فلا نبي بعده، فإنزال الوحي غير وحي النبوة والتشريع يتّفق للأسباط وإن لم يكونوا أنبياء كالحسين (صلوات الله عليه) كما اتفق لأم موسى؛ قال الله سبحانه: “وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّ مُوسَىٰٓ أَنۡ أَرۡضِعِيهِۖ فَإِذَا خِفۡتِ عَلَيۡهِ فَأَلۡقِيهِ فِي ٱلۡيَمِّوَلَا تَخَافِي وَلَا تَحۡزَنِيٓۖ إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيۡكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ ٱلۡمُرۡسَلِينَ”- القصص: ٧-، وقال سبحانه- مخاطباً موسى (عليه السلام)-: “إِذۡ أَوۡحَيۡنَآ إِلَىٰٓ أُمِّكَ مَا يُوحَىٰٓ”- طه: ٣٨-.

    ثم إنّ ظاهر جملة من النصوص والروايات كون الأسباط أشخاصاً لا أمماً أيضاً، كما أن ظاهرها كون السبط رتبةً إلهية متأخرة عن رتبة الوصي- التي هي تالية لرتبة الرسل-، فمن تلك النصوص ما رواه ابن الخزّاز القمي (رضي الله عنه) في كتابه (كفاية الأثر) – مسنداً- عن ابن عباس قال: قدم يهودي على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، يقال له “نعثل” فقال: يا محمد إني أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين، فإن أنت أجبتني عنها أسلمتُ على يدك. قال: سل يا أبا عمارة، – فكان فيما سأله إياه- فأخبرني عن وصيّك من هو؟ فما من نبيّ إلا وله وصيّ، وإنّ نبيّنا موسى بن عمران أوصى إلى يوشع بن نون. فقال: نعم، إنّ وصيي والخليفة من بعدي علي بن أبي طالب[عليه السلام]، وبعده سبطاي الحسن والحسين، تتلوه (تتلوهم) تسعة من صلب الحسين، أئمّة أبرار. قال: يا محمّد، فسمِّهم لي. قال: نعم إذا مضى الحسين فابنه عليّ، فإذا مضى فابنه محمّد، فإذا مضى فابنه جعفر، فإذا مضى جعفر فابنه موسى، فإذا مضى موسى فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه محمّد، فإذا مضى محمّد فابنه عليّ، فإذا مضى عليّ فابنه الحسن، فإذا مضى الحسن فبعده ابنه الحجّة بن الحسن بن عليّ(عليهم السلام)، فهذه اثنا عشر إماماً على عدد نقباء بني إسرائيل. قال: فأين مكانهم في الجنة؟ قال: معي في درجتي. قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وإنك رسول الله، وأشهد أنهم الأوصياء بعدك، ولقد وجدتُ هذا في الكتب المتقدمة (المقدمة). وفيما عَهِدَ إلينا موسى (عليه السلام): إذا كان آخر الزمان يخرج نبي يقال له “أحمد” خاتم الأنبياء لا نبي بعده، يخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط. فقال: يا أبا عمارة أتعرف الأسباط؟ قال: نعم يا رسول الله إنهم كانوا اثني عشر. قال: فإن فيهم لاوي (لاقاى) بن أرحيا(أرخيا). قال: أعرفه يا رسول الله، وهو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد فأظهر شريعته بعد دراستها وقاتل مع فريطيا (فرسطبنا- فرسبطيا- قرسبطيا) الملك حتى قتله. وقال (صلى الله عليه وآله): كائن في أمّتي ما كان من بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة، وإن الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يُرى، ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ولا من القرآن إلا رسمه، فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيُظْهِر الإسلام ويُجَدِّد الدين. 

    ومن النصوص ما أورده ابن الخزاز القمي أيضاً– بسندٍ ينتهي إلى- أبي هريرة قال : قلت لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): “إن لكل نبيّ وصياً وسبطين، فمن وصيك وسبطاك؟ فسكت ولم يرد (عليَّ) الجواب، فانصرفتُ حزينا فلما حان الظهر قال: ادن يا أبا هريرة، فجعلتُ أدنو وأقول: أعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. ثم قال: إن الله بعث أربعة آلاف نبي، وكان لهم أربعة آلاف وصي وثمانية آلاف سبط، فوالذي نفسي بيده لأنا خير النبيين, ووصيي خير الوصيين, وإن سبطيَّ خير الأسباط. ثم قال (عليه السلام): سبطيَّ (سبطاي) خير الأسباط, الحسن والحسين سبطا هذه الأمة، وأن الأسباط كانوا من ولد يعقوب وكانوا اثني عشر رجلاً، وأن الأئمة بعدي اثنا عشر(رجلاً) من أهل بيتي, عليٌ أولهم, وأوسطهم محمد, وآخرهم محمد، ومهدي هذه الأمة الذي يصلي عيسى بن مريم خلفه ، ألا إن من تمسَّك بهم بعدي فقد تمسَّك بحبل الله ومن تخلَّى منهم فقد تخلَّى من(حبل) الله”.

    ومن النصوص ما أورده الطبري الإمامي (رضي الله عنه) في كتابه (دلائل الإمامة)، ومثله في الكافي- مسنداً- عن الأصبغ بن نُباتة، قال: كنا مع عليّ (عليه السلام) بالبصرة، وهو على بغلة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد اجتمع حوله (هو و) أصحاب محمد (صلّى الله عليه وآله)، فقال: “ألا أخبركم بأفضل خلق الله عند الله يوم يجمع الرسل؟ قلنا: بلى يا أمير المؤمنين. قال: أفضل الرسل محمد، وإن أفضل الخلق بعدهم الأوصياء، وأفضل الأوصياء أنا، وأفضل الناس بعد الرسل والأوصياء الأسباط، وإن خير الأسباط سبطا نبيكم -يعني الحسن والحسين- وإن أفضل الخلق بعد الأسباط الشهداء، وإن أفضل الشهداء حمزة بن عبد المطلب-قال ذلك النبي (صلّى الله عليه وآله)- وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، مختصّان بكرامة خصّ الله بها نبيكم، والمهدي منّا في آخر الزمان، لم يكن في أمة من الأمم مهديٌّ يُنتظر غيره”.

    وبعد هذا اتّضح لنا معنى الأسباط, وأنهم أفراد يحملون رتبة إلهية تالية لرتبة الرسول والوصي, ومنهم الحسن والحسين(عليهما السلام)– وهم وإن لم يكونوا أنبياء إلا أنه يوحى إليهم أنفسهم, ويتنزل عليهم كما يتنزل على النبيين.

    اللهم صل على محمد وآله، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمد فاحشرنا معهم، اللهم إنّانحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1)ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ(3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ (4)”

    …………………………………………………………………… 

    الخطبة الثانية

    اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ أن خَلَقتَ فَسَوَّيتَ، وَقَدَّرتَ وَقَضَيتَ، وَأمَتَّ وَأحيَيتَ، وَأمرَضتَ وَشَفَيتَ، وَعافَيتَ وَأبلَيتَ، وَعَلى العَرشِ استَوَيتَ، وَعَلى المُلكِ احتَوَيتَ.

    وأشهد أن لا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً لا يُحْصى وَلا يُدْرى، وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى، وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهى، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ تَهْلِيلاً يَدُومُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقائِهِ فِي سِنِيِّ العالَمِينَ وَشُهُورِ الدُّهُورِ وَأيامِ الدُّنْيا وَساعاتِ اللَيْلِ وَالنَّهارِ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ أَبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ، وَلا يُفْنِيهِ الأمَدُ، وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ، وَتَبارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ.

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله المصطفى، ووليه المرتضى، وبعيثه بالهدى، أرسله على حين فترة من الرسل، واختلاف من الملل، وانقطاع من السبل، ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدى والبينات، فبلّغ رسالة ربّه، وصدع بأمره، وأدّى الحقّ الّذي عليه، صلّى الله عليه وآله.

    عباد الله وإماءه وأهل إجابته، ألا فاتّقوا الله، واحذروا الآخرة وعذابها بترك المحرّمات واجتناب المنكرات، وارجوا اليوم الآخر وثوابه بفعل الطاعات وإتيان الصالحات. 

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلينالصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَة. اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِوَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ,اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمناتفالحديث في هذا المقام في عنوان:

    أسعدتم فاطمة (عليها السلام):  

    تقضّى وانفضّ موسم عاشوراء الحسين (عليه السلام) لهذا العام، وقد سجّلت له في بلدنا البحرين نجاحات وامتيازات وجملة منها كانت قفزات، فقد وفِّرت وبذلت وازدحمت الملكات والطاقات والإمكانيات والأدوات، وكان للجميع أو لجلّهم إسهامات ومن بعضهم جزيلة، وترك الكلّ بصمة وكانت من البعض واضحة. 

    وللكلّ شكر وامتنان من الكلّ وعنه، ولخطبائنا الكرام شكر وامتنان، ولشعرائنا ورواديدنا شكر وامتنان، ولإدارات الحسينيات والمواكب والمضايف شكر وامتنان، وللقائمين على أي فعالية والعاملين شكر وامتنان. هذا على مستوى ما يصل إلى كلّ واحد منّا من الآخر، ونتمنّى على الله سبحانه أن يؤجرهم على ما قدّموه بأفضل أملنا وأملهم في الله وفي وليّه سيّد الشهداء (عليه السلام). 

    وأمّا على مستوى القربات الشخصيّة فالله ووليّه الحسين (صلوات الله عليه) هما وليّ الجزاء، ونخصّ من بين تلك القربات عبادة البكاء والإبكاء، ومن جزاء وثواب ذلك ما رواه الشيخ الأقدم ابن قولويه (رضي الله عنه) في كتابه (كامل الزيارات) بسنده عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا زرارة ان السماء بكت على الحسين أربعين صباحا بالدم، وان الأرض بكت أربعين صباحا بالسواد، وان الشمس بكت أربعين صباحا بالكسوف والحمرة، وان الجبال تقطعت وانتثرت وان البحار تفجرت وان الملائكة بكت أربعين صباحا على الحسين (عليه السلام)، وما اختضبت منا امرأة ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد، وما زلنا في عبرة بعده، وكان جدي [يعني زين العابدين (عليه السلام)] إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمةً له من رآه. وان الملائكة الذين عند قبره ليبكون، فيبكي لبكائهم كلّ من في الهواء والسماء من الملائكة، و لقد خرجت نفسه (عليه السلام) فزفرت جهنم زفرة كادت الأرض تنشق لزفرتها- إلى أن قال (عليه السلام)- وما من عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه، وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة (عليها السلام) وأسعدها عليه، ووصل رسول الله وأدّى حقنا، وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكين على جدّي الحسين (عليه السلام)، فإنّه يحشر وعينه قريرة، والبشارة تلقّاه، والسرور بيّنٌ على وجهه، والخلق في الفزع وهم آمنون، والخلق يعرضون وهم حداث الحسين (عليه السلام) تحت العرش وفي ظل العرش لا يخافون سوء الحساب، يقال لهم: ادخلوا الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه.

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰوَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 محرم 1445هـ / 28 يوليو 2023م
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 29 صفر 1445هـ / 15 سبتمبر 2023م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 25 ذو الحجة 1444هـ / 14 يوليو  2023م

    الفقيد الراحل الجمري] (قده) في كلام أحد مريديه حوارٌ مع سماحة الشيخ علي فاضل الصددي (سلَّمه الله تعالى)

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 محرم 1445هـ / 28 يوليو 2023م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 28 ذو الحجة 1445هـ / 5 يوليو 2024م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter