اسبوع الوحدة الإسلامية – ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٣ – جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز
بسم الله الرحمن الرحيم
الوحدة مع ما فيها من تعاضد وتظاهر وتعاون على ما هو خير وبتقوى الله في الدوائر الصغيرة والكبيرة وما بينهما مطلوب للعقلاء؛ إذ بالوحدة يعود المتّحدون أكثر قوّة ومنعة وهيبة واستطالة، فالراغب عنها قاصر أو غير جدير بموقعه. وقد أرشد الشارع الخبير الحكيم إلى الوحدة في دائرة واسعة وبين الموحّدين فقال سبحانه: “قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ”- آل عمران: ٦٤-، وهي دعوة- لا محالة- للوحدة في الدائرة الصغيرة وبين المؤمنين، كما هي دعوة للوحدة في الدائرة المتوسّطة وبين المسلمين. وبشهادة أن لا إله إلا الله والتصديق برسول الله (صلّى الله عليه وآله)- حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث، واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحجّ. و”المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يغشّه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه”، والمسلمون “يد على من سواهم”، ولسان حال المسلم ومقاله اتّجاه أخيه المسلم مقال هابيل لأخيه- على ما حكاه عنه الله سبحانه: “لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَالَمِينَ – إِنِّيٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثۡمِي وَإِثۡمِكَ فَتَكُونَ مِنۡ أَصۡحَابِ ٱلنَّارِۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ ٱلظَّالِمِينَ”- المائدة٢٨، ٢٩-، ولإفشال مخطّطات أعداء الأمّة الراقصين على وتر الطائفيّة، والساعين جهدهم في المزيد من طأفنتها وتعميق فوارقها وتقزيم مشتركاتها- تمسّ الحاجة والضرورة إلى أن تعلن كلّ طائفة من طوائف المسلمين اتّجاه بقيّة الطوائف منطق هابيل المنطق الحكيم والّذي يفيض رشدا، “لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقۡتُلَنِي مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٖ يَدِيَ إِلَيۡكَ لِأَقۡتُلَكَۖ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَالَمِينَ”
هذا، وقد نهينا صراحةً عن أن نوجد الفُرقة ونؤسّس لها، قال الله سبحانه: “.. وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا”- آل عمران: ١٠٣-، وقال سبحانه: “وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَاتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ”- آل عمران: ١٠٥-، وثمّة أمور لا تقلّ- سوءاً وملاكاً- عن إيجاد الفُرقة والتأسيس، ومنها عدم معالجة أسبابها والقضاء عليها، ومنها عدم إدارة الاختلاف الموجد لها، وتعميقها ومزايدة تبعاتها.