Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    السبت | 25 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 9 ربيع الاول 1446هـ / 13 سبتمبر 2024م

    2024-09-1313 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 09/03/ 1446هـ الموافق 13 سبتمبر 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهُمَّ لَكَ الحَمدُ وَلَكَ المَجدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخرُ وَلَكَ القَهرُ وَلَكَ النِّعمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الامتِنانُ وَلَكَ التَّسبيحُ وَلَكَ التَّقديسُ وَلَكَ التَّهليلُ وَلَكَ التَّكبيرُ وَلَكَ ما يُرى وَلَكَ ما لا يُرى وَلَكَ ما فَوقَ السَّماواتِ العُلى وَلَكَ ما تَحتَ الثَّرى وَلَكَ الأرضونَ السُّفلى وَلَكَ الآخرةُ وَالاُولى وَلَكَ ما تَرضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمدِ وَالشُّكرِ وَالنَّعماءِ”

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، خاتم النبيين، وحجة الله على العالمين، مصدّقا للرسل الأوّلين، وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، فصلّى الله وملائكته عليه وعلى آله.

    عباد الله وإماءه، ورهن أمره ونهيه، أوصيكم ونفسي بتقوى الله،والورع عن محارمه، وصدق الحديث، وأداء الأمانة. 

    أمّا بعد أيّها المؤمنون والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في وصيّة لإمامنا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ (صلوات الله عليه) لشيعته، رواها الشيخ الأقدم ابن شعبة الحرّانيّ (رحمه الله) في كتابه: (تحف العقول عن آل الرسول: ٤٨٧، ٤٨٨)، قال (صلوات الله عليه): “أوصيكم بتقوى الله، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمّد (صلّى الله عليه وآله)، صَلّوا في عشائرهم- وكلامه (عليه السلام) عمّن تجاورونهم وتعايشونهم ممّن ليسوا على هذا الأمر- واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدّوا حقوقهم، فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسّن خلقه مع الناس، قيل: هذا شيعيّ- فيسرَّني ذلك. اتقوا الله، وكونوا زينا ولا تكونوا شينا، جرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح، فإنّه ما قيل فينا من حَسَنٍ فنحن أهله، وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك. لنا حقّ في كتاب الله وقرابة من رسول الله وتطهير من الله لا يدّعيه أحد غيرنا إلا كذّاب. أكثروا ذكر الله وذكر الموت وتلاوة القرآن والصلاة على النبيّ صلى الله عليه وآله؛ فإنّ الصلاة على رسول الله عشر حسنات، احفظوا ما وصّيتكم به، واستودعكم الله، وأقرأ عليكم السلام”.

    ونحو هذه الوصيّة رواها ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) بسند صحيح عن أبي أسامة زيد الشحام إلا أنّها عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).

    ونتوقّف معكم- أيّها المؤمنون والمؤمنات- عند وصيّتهما (صلوات الله عليهما) بصدق الحديث وأداء الأمانة، فقد تكرّرت بهما الوصيّة من أئمتنا (صلوات الله عليهم). 

    [صدق الحديث:]

    أمّا صدق الحديث، وهو ألا نخبر إلا مع وجود الحجّة الشرعيّة على مطابقة ما نخبر به للواقع، وكما أنّ الإخبار مع العلم بمخالفة الخبر للواقع كذب، فكذلك الإخبار مع عدم العلم بالموافقة للواقع- هو الآخر- كذب، وإن اتفق موافقته للواقع، وسيأتي علينا إن شاء الله أنّ بعض ما هو موافق للواقع وإن علم المخبر بموافقته للواقع يعتبر كذباً شرعاً أو أنّه ممّا يُؤثم عليه المخبر.

    وبعد أن عرفنا حدود ودائرة ما هو صدق- تعالوا نتناول ونستنطق بعض ما وردنا عن النبيّ وأوصيائه (صلوات الله عليه وعليهم) في الأمر والتوصية بصدق الحديث، فمن ذلك ما رواه الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في (الكافي) بسند صحيح- ورواه البرقيّ في (المحاسن) والصدوق في (الفقيه)- عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبيّ(صلّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السلام) أن قال: يا عليّ، أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عنّي ثمّ قال: اللهمّ أعنه، أمّا الأولى فالصدق، ولا تخرجنّ من فيك كذبةٌ أبدا..”. 

    ومن ذلك أيضاً ما في الكافي بسنده عن عمرو بن أبي المقدام قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام) في أوّل دخلة دخلت عليه: “تعلّموا الصدق قبل الحديث”، فقبل أن تحدّث وتحكي للآخرين شيئاً يلزمك أن تتعلّم أن تصدق ولا تكذب، وما هو الصدق؛ لتحدّث على وفقه، وما هو الكذب؛ لتجتنب ما هو من أفراده. 

    وفي بيان أهمّيّة الصدق ومنزلته من الإيمان والدين فعن الإمام عليّ (عليه السلام)- كما في كتاب (غرر الحكم) أنّه قال: “الصدق رأس الإيمان، وزين الإنسان”، وعنه (عليه السلام)- كما في الغرر- أنّه قال: “الصدق جمال الإنسان، ودعامة الإيمان”، فإلى جانب كونه- أعني الصدق- زيناً للإنسان وحلية يغدو بها جميلاً فهو دعامة لإيمانه، والشيء بلا دعامته ينهدّ ولا يعود شيئاً، بل هو رأس الإيمان، وواضحٌ بعد تشبيه الإيمان بمثل الإنسان برأسه وجسده فإنّه لا يبقى الإيمان مع الكذب كما لا تبقى حياة للإنسان بلا رأسه. ويترقّى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيجعل الصدق بمثابة الرأس من الدين لا الإيمان، فعنه (عليه السلام)- كما في الغرر- أنّه قال: “الصدق رأس الدين”. 

    وللأمير (صلوات الله عليه) كلمة يجعل فيها الصدق والأمانة أقلّ ما يلزم أن نبقي عليه، كما لو قلت لولدك: لا تترك الصلاة على الأقلّ، فأنت لا ترخّصه في غيرها، ولكنّك تشدّد عليه أن لا يترك الصلاة من بين سائر الواجبات، فعنه(عليه السلام)- كما في الغرر أيضا- أنّه قال: “أقلّ شيء الصدق والأمانة، أكثر شيء الكذب والخيانة”.

    وهذه الكلمة وإن من الكذب شيئاً في مقابل الخيانة- كما جعلت من الصدق شيئاً في مقابل الأمانة- إلا قد صنّف الكذب في خانة الخيانة ومن أفرادها بل من أوضح وأعظم أفرادها، ففي الكلمة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “كبرت خيانةً أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب”.

    ولأجل أن تتبيّن قدر مروءة الرجل وكم هو وازنٌ وحافظ لشخصيّته فاعتبر ذلك بصدقه وحالاته، ففي نهج البلاغة عن الإمام علي (عليه السلام) أنّه قال: “قَدْر الرجل على قَدَر همته- ثمّ قال-وصدقه على قَدَر مروءته”.

    وإذا ما أراد المؤمن أن يكون عزيزاً فيكفيه عن سائر ما يتعزّز به غيره أن يكون صادق الحديث، ففي الكلمة عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال: “الصدق عزّ”. 

    ثمّ ما أكثر ما يتمّ تمييز الصالح من الطالح على أساس وخلفية عباداته المشهودة لنا من صلاة وصيام وحجّ وخيرات ينفقها، ويغيب عنّا بأنّ هذا لوحده لا يصلح معياراً للتمييز؛ فإنّ للعادة أثرها البالغ في ذلك، فلا بدّ في تبيّن الصلاح من عدمه وتمييز الصالح  من تلمّس ما أرشدنا إليه النبيّ والوصيّ من صدق الحديث وأداء الأمانة، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): “لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم وكثرة الحجّ والمعروف وطنطنتهم بالليل، ولكن انظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة”، وفي الكافي بسند موثّق عن إسحاق بن عمار وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “لا تغترّوا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة والصوم حتى لو تركه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الأمانة”.

    ثمّ إنّ العاقل- والمؤمن عاقل عاقل- لا يرخّصه عقله أن يكذب ولو كان فيه هواه ومصلحته الضيّقة من جلب ما يرجوه ودفع ما يحاذره، ففي الوصيّة المعروفة للإمام الكاظم (عليه السلام) لتلميذه هشام وهو يعظه، قال فيها: “إنّ العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه”، وكيف تتولّد عنده نيّة الكذب الّذي فيه هواه- وهو يعلم بالمعادلة الّتي لا تتخلّف والسّنّة الإلهيّة الّتي لا تتبدّل، والتي تقول: “من حاول أمراً بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر”، فالغاية وإن كانت شريفة لا تبرّر الوسيلة القذرة والخسيسة إلا فيما رخّص فيه الشارع عموماً أو بخصوصه. 

    ثمّ ليس كلّ ما طرق سمعك فهو واقع وحقّ، فلو لم اتعمّد الكذب ولكنّي ارتضيت لنفسي أن أنقل كلّ ما طرق سمعي لاتفق أن يكون بعض ما أنقله- ولو لم يتشخّص- كذباً غير مطابق للواقع؛ فما أكثر ما يذاع ويروّج ويراد تسويقه ممّا لا واقع له، وأمّا لو نقل المكلّف ما لم يحرز واقعيّته بحجّة شرعيّة لاعتبره الشارع كاذباً وإن كان ما نقله موافقاً للواقع- كما قدّمنا-: فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: “كفى بالمرء من الكذب أن يحدث بكل ما سمع”، وعن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: “لا تك صادقا حتى تكتم بعض ما تعلم”، بل بعض ما يعلم واقعيّته كذب شرعاً كنسبة الزنا إلى الزوجة وغيرها مع عدم البيّنة الشرعيّة بتلك النسبة؛ قال الله سبحانه: “لَّوۡلَا جَآءُوا عَلَيۡهِ بِأَرۡبَعَةِ شُهَدَآءَۚ فَإِذۡ لَمۡ يَأۡتُواْ بِٱلشُّهَدَآءِ فَأُوْلَٰٓئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡكَاذِبُون”- النور: ١٣-، وبعض ما يعلم واقعيّته وإن لم يكن كذباً ولكن في الأخبار به إثم كالغيبة والنميمة. 

     

     

    [أداء الأمانة:]

    وأمّا أداء الأمانة فيقول الله سبحانه فيما يرجع إلى تحتّم ولزوم أدائها: “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَاتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا..”- النساء: ٥٨-، وورد في خطورتها وعظم أمرها- بالإضافة إلى ما تقدّم ممّا هو مشترك بين أداء الأمانة وصدق الحديث- روايات كثيرة، فمن ذلك ما رواه في الكافي بسند صحيح عن أبي كهمس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): عبد الله بن أبي يعفور يقرؤك السلام، قال: “وعليك وعليه السلام، إذا أتيت عبد الله فاقرأه السلام، وقل له: إنّ جعفر بن محمّد يقول لك: انظر ما بلغ به عليّ (عليه السلام) عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فالزمه؛ فإنّ عليّاً (عليه السلام) إنما بلغ ما بلغ به عند رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بصدق الحديث وأداء الأمانة”. 

    ثمّ لم يرخّص الشارع في أداء أمانة أحد حتى الفاجر؛ ففي الوصيّة الّتي قدّمناها عن الإمام العسكريّ (صلوات الله عليه) إلى شيعته: “أوصيكم بتقوى الله..، وأداء الأمانة إلى من ائتمنكم من برّ أو فاجر..”. 

    ثمّ لا فرق في لزوم أداء الأمانة بين القليل والكثير منها؛ ففي وصيّة الإمام الصادق (صلوات الله عليه)- الّتي هي شبيهة بوصيّة الإمام العسكريّ (صلوات الله عليه)-: “وأدّوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برّاً أو فاجرا، فإنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان يأمر بأداء الخيط والمَخْيَط”.

    ثمّ إنّ صدق الحديث وأداء الأمانة يجلبان الرزق، ففي (الكافي) بسند معتبر  عن السكونيّ عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): “أداء الأمانة تجلب الرزق، والخيانة تجلب الفقر”. 

    وسنعرض في جمعة لاحقة إن شاء الله إلى الوصيّة بحسن الجوار

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم * قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ* ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ* لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ * وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ *”

    ……………………………………………………………………

    الخطبة الثانية:

    اللهم “لَكَ الحَمدُ رَفيعَ الدَّرَجاتِ، مُجيبَ الدَّعَواتِ، مُنزِلَ الآيات مِن فَوقِ سَبعِ سَماواتٍ، عَظيمَ البَرَكاتِ، مُخرِجَ النّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخرِجَ مَن في الظُّلُماتِ إلى النّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ، وَجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمدُ غافِرَ الذَّنبِ وَقابِلَ التَّوبِ، شَديدَ العِقابِ ذا الطَّولِ، لا إلهَ إلاّ أنتَ إلَيكَ المَصيرُ”

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمّدا عبده ورسوله، صادق في أقواله، محقّ في أفعاله. 

    عباد الله ألا فـ “..اتّقوا الله وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا * يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَالَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيما”- الأحزاب: ٧٠، ٧١-.

     

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً.

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في عنوانين:

    العنوان الأوّل: من يمثّلكم أنتم أهل البحرين الأسوياء؟

    لن تجد عاقلاً في بلد- أي بلد- يرى من غير الأسوياء ممثّلين لبلده أو أنّه يمثّلهم، وهل عدمنا الأسوياء حتى يكون المثليون جنسيّاً ممثّلين لبلدنا بلد الإسلام والطهر والفطرة أو أنّا نمثّلهم؟ ثمّ لمصلحة من أن تعمل يا ذكيّ وبالتواءٍ مفضوح على تسويق المثلية الجنسيّة في بلدٍ دينُ أهله يحرّمها ويحظر فعلها؟ وبكلمة واضحة، عمل قوم لوط من إتيان الذُكران شذوذ عن الفطرة وحرمته في دين الله من ضرورياته، وهو كبيرة من الكبائر، ولا يجدي في تسويغه واستساغته تغليفه بعنوان آخر  لا يغير من واقع المنكر شيئاً كعنوان المثليّة الجنسيّة. ثم إنّ من الشرّ ومن الشرّ المستطير أن يهوّن المسلم ما هو قبيح ومنكر وكأن مطلوبه أن يمرّر ويسكت عنه، وما بقي عليه اتّجاهه إلا أن يتجرّأ ويأمر به، أجارنا الله وإياكم من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا.  

    العنوان الثاني:  أين الخلل؟

    أزمة سياسيّة وحقوقيّة استمرّت لما يزيد على عشر سنوات- لو قطعناها عن ماضيها وهو  ماضٍ بعيد-، ومطالبها أو معظمها مطالب محقّة وعادلة، وواكبها وخبرها خبراء من الحكومة والمعارضة لا يشكّ في خبرويتهم، وتوفّرت فيهم إلى جانب خبرتهم إرادة الخير والإخلاص والحرص على مصالح ومكتسَبات هذا الوطن وأهله، ومضت المدّة الكافية لدراسة وتمييز ما هو صلاح للوطن وأهله من الخيارات وما هو في غير صلاحهما بعد أن لم يعد الخيار الأمنيّ بأدواته رغم طول تجربته مجدياً في إنهاء وتقويض هذه الأزمة، فأين الخلل أيّها العقلاء والخبراء والحريصون على مصالح الوطن وأهله والجادّون والمخلصون في إرادة الخير لهما؟ أين الخلل الّذي إذا ما عرف وتمّ تشخيصه تحلحلت الأزمة، وأغلقت ملفّاتها العالقة برمّتها؟ بحيث يتمّ تبييض السجون وتؤمّن عودة المغتربين وتعالج الأزمة من جذورها. والله المستعان.

    العنوان الثالث: المجزرة الأبشع:

    ما برحت حكومة الاحتلال الصهيونيّ تسعى جاهدةً في التغطية على فشلها وإخفاقاتها في تركيع المقاومة الباسلة في غزّة العزّة، فقد ارتكبت قوّاتها- وبدعم أمريكيّ ثابت وجائر- فجر (الثلاثاء) مجزرةً جبانة في المواصي غرب مدينة خان يونس؛ فقد استهدفت خيام النازحين الآمنين بصواريخ ارتجاجيّة، خلّفت حفراً يصل عمقها إلى تسعة أمتار، وقد غيّبت بها عوائل بأكملها في الرمال، وقد راح ضحيّتها أربعون شهيداً مدنيّاً، وعشرات الجرحى، وقد اعتبرت من أبشع المجازر الّتي ارتكبها الصهاينة الأوباش في قطاع غزّة، وهذه المجزرة- والمجزرة الّتي ارتكبوها مساء (الثلاثاء) في جباليا البلد شمال قطاع غزّة، والمجزرة الّتي ارتكبوها ظهر يوم (الأربعاء) في مدرسة “الجاعوني” في مخيم النصيرات وسط القطاع- هذه المجازر وغيرها الكثير تدلّل على مآرب ومشاريع الاحتلال الغاشم الإباديّة. ثمّ كلّ عبارات الإدانة والتنديد لهذه المجازر من الحكومات المطبّعة مع الصهاينة ليست ردّة الفعل المتناسبة مع الحدث، وبعض تلك الحكومات لم ترى الحدث مستحقّاً للإدانة والتنديد أو امتنعت عن إدانته وكأنّ هذه الحكومات المطبّعة هي الّتي ارتكبت هذه المجزرة أو شاركت فيها، فكيف تندّد بها؟!

    العنوان الرابع: سلاح المقاطعة:

    بمرأى منكم ومسمع ما يَحُلّ بإخوة الإسلام في غزّة والضفّة من فلسطين من صنوف الأذى والبغيّ والظلم والتعدّي بسلاح قوّات العدو الصهيونيّ، وحيث لا يسعنا أن نُعين إخوتنا ونناصرهم وندفع عنهم، فلا يسعنا في دين الله أن نعين عليهم بشراء وتسويق منتجات العدوّ الصهيونيّ ومنتجات الشركات الّتي تدعمه وتسانده، ولا يسعنا في دين الله أن نعين على إخوتنا بالتوظّف أو الاستمرار في وظيفة لدى شركات صهيونيّة أو تدعم الصهاينة، وعلينا جميعاً أن نشهر سلاح المقاطعة لمنتجات العدو وما يدعمه من شركات، وأن نكون على قدر المسؤوليّة، وألّا نتهاون في هذا الأمر، وإلا عُدنا مطبعين- اقتصادياً- مع العدو الصهيونيّ اللازم مقاطعته وعدم التطبيع معه سياسيّاً واقتصاديّا وثقافيّاً وغير ذلك، وقدّروا بأنّ من العدل- الّذي ألزمنا إياه وأمرنا به- عونَ المظلوم ونصرته، بل “أحسن العدل نصرة المظلوم”- كما في غُرر حِكم أمير المؤمنين (عليه السلام). 

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشفِ مرضانا، وردّ غرباءنا، وفكّ أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 2 ربيع الاول 1446هـ / 6 سبتمبر 2024م
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 3 شوال 1445هـ / 12 أبريل 2024م

    الطَّواف من الطَّابق الأوَّل

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 20 جمادى الآخرة 1444هـ / 13 يناير 2023م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter