Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 19 محرم 1446هـ / 26 يوليو 2024م

    2024-07-2713 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 19/01/ 1446هـ الموافق 26 يوليو 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله ذي الملك والملكوت، الحمد لله ذي العزّة والجبروت، الحمد لله الحيّ الّذي لا يموت، الحمد لله العزيز الجبّار، الحليم الغفّار، الواحد القهّار، الكبير المتعال. 

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يَعلَمُ ما يَلِجُ في الأرضِ وَما يَخرُجُ مِنها وَما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعرُجُ فيها، وَلا يَشغَلُهُ ما يَلِجُ في الأرضِ وَما يَخرُجُ مِنها عَمَّا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعرُجُ فيها، وَلا يَشغَلُهُ ما يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعرُجُ فيها عَمَّا يَلِجُ في الأرضِ وَما يَخرُجُ مِنها، وَلا يَشغَلُهُ عِلمُ شَيءٍ عَن عِلمِ شَيءٍ، وَلا يَشغَلُهُ خَلقُ شَيءٍ عَن خَلقِ شَيءٍ وَلا حِفظُ شَيءٍ عَن حِفظِ شَيءٍ، وَلا يُساويهِ شَيءٌ وَلا يَعدِلُهُ شَيءٌ لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَّميعُ البَصير.​

    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين وحجة الله على العالمين مصدقا للرسل الأولين وكان بالمؤمنين رؤوفا رحيما فصلى الله وملائكته عليه وعلى آله.

    عباد الله وإماءه وأهل طاعته وإجابته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله والاستقامة في جادّة شريعته، وعدم تجاوزها والتعدّي عنها؛ قال جلّ وعزّ: “فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ”- هود: ١١٢-.

     

    أمّا بعد أيّها المؤمنون والمؤمنات فالحديث في هذا المقام في عنوانين: 

    العنوان الأوّل: مسألة الخاتميّة:

    من ضروريات دين الإسلام وبديهياته ختم النبوة والرسالة بنبوّة ورسالة محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد جاء بهذه الحقيقة الناصعة كتاب الله سبحانه، قال جلّ وعزّ: “ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِوَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَۗ وَكَانَ ٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٗا”- الأحزاب: ٤٠-، فقد ابتدأت الآية بدفع ما قد يعترض به على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في زواجه بمطلّقة ابنه – بالتبنّي- زيد بن حارثة، وما دفعته الآية هو أنّ زيداً ليس ابنه ولا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أباً له حتى تحرم عليه مطلّقته.

    ثم استدركت الآية فقالت: (وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ) فرفعت ما قد يتوهّم من انقطاع البرّ والرأفة والشفقة بينه وبين أمّته، وجاءت مذكّرة للأمّة بثبوت برّه ورأفته وشفقته (صلّى الله عليه وآله) من خلال تسجيل وإثبات رسالته، فهو وإن لم يكن أباً بالقرابة إلا أنّه كان أباً بأبوّة الرسالة وأنّ العلاقة به علاقة معنويّة. ثمّ عطفت الآية على إثبات رسالته بكونه خاتم النبيين وآخرهم، فلا نبيّ بعده. وقد أفادت بقولها: “وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّينَۗ” أوّلاً: أنّه من النبيّين. وثانياً: أنّ الرسالة قد انقطعت؛ ذلك أنّ لازم ارتفاع النبوة ارتفاع الرسالة، فإنّ الرسالة من أنباء الغيب، فإذا انقطعت هذه الأنباء انقطعت الرسالة.

    إذن دلّنا كتاب الله أنّه لا نبيّ بعد نبيّ الإسلام محمّد بن عبد الله(صلّى الله عليه وآله)، وكما أَوصدت الآية باب النبوة فقد أوصدت باب الرسالة، وافتُضح من ادّعى أو ادّعيت له الرسالة، وابتدع في دين الله، وكفر بما جاء به الله وبلّغه رسوله الخاتم (صلّى الله عليه وآله). قال ابن عاشور عالم الدين وإمام التفسير في تونس المتوفّى في أوائل السبعينيات من القرن الماضي (نعم قال:) في كتابه (التحرير والتنوير٢٣: ٤٥، ٤٦) في تفسير الآية: “ولذلك لا يتردّد مسلم في تكفير من يثبت نبوءةً لأحد بعد محمّد- صلّى الله عليه [وآله] وسلّم- وفي إخراجه من حظيرة الإسلام، ولا تُعرف طائفة من المسلمين أقدمت على ذلك إلا البابية والبهائية وهما نحلتان مشتقة ثانيتهما من الأولى. وكان ظهور الفرقة الأولى في بلاد فارس في حدود سنة مائتين وألف ، وتسربت إلى العراق ، وكان القائم بها رجلا من أهل شيراز يدعوه أتباعه ( السيد علي محمد ) كذا اشتهر اسمه- إلى أن قال:- ولما أظهر نحلته.. لقّب نفسه باب العلم فغلب عليه اسم الباب . وعرفت نحلته بالبابية وادعى لنفسه النبوءة. 

    (ثمّ قال:) وأما البهائية فهي شعبة من البابية تنسب إلى مؤسسها الملقب ببهاء الله ، واسمه ميرزا حسين علي من أهل طهران ، تتلمذ للباب بالمكاتبة وأخرجته حكومة شاه العجم إلى بغداد بعد قتل الباب. ثم نقلته الدولة العثمانية من بغداد إلى أدرنة ثم إلى عكا، وفيها ظهرت نحلته، وهم يعتقدون نبوءة الباب، وقد التف حوله أصحاب نحلة البابية وجعلوه خليفة الباب، فقام اسم البهائية مقام اسم البابية فالبهائية هم البابية.

    – إلى أن قال:- فمن كان من المسلمين متّبعا للبهائية أو البابية فهو خارج عن الإسلام مرتدّ عن دينه، تجري عليه أحكام المرتد. ولا يرث مسلماً، ويرثه جماعة المسلمين، ولا ينفعهم قولهم: إنا مسلمون ولا نطقهم بكلمة الشهادة؛ لأنهم يثبتون الرسالة لمحمّد- صلّى الله عليه [وآله] وسلّم- ولكنّهم قالوا بمجيء رسول من بعده. انتهى موضع الحاجة من كلامه.

    ومن الأدلّة الدامغة على ختم النبوّة والرسالة بالنبيّ محمّد(صلّى الله عليه وآله) هو حديث المنزلة- الصريح في دلالته والمتواتر بين المسلمين، فلا شكّ في صدوره عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله)- حيث إنّه خرج إلى تبوك واستخلف عليّاً، فقال عليّ: “أتخلّفني في الصبيانوالنساء؟” فقال له (صلّى الله عليه وآله): “ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه ليس نبيّ بعدي”. 

    العنوان الثاني: خروج سبايا أهل البيت من الكوفة إلى الشام:

    في مثل هذا اليوم التاسع عشر من المحرّم من السنة الحادية والستين خرج ركب السبايا من الكوفة إلى الشام، وقد مكث الركب بالكوفة ثماني لَيَالٖ وسبعة أَيَّامٍ، وهي مدّة التطواف برأس الحسين بالكوفة. 

    قال المفيد في الإرشاد: ولما فرغ القوم من التطواف به [= برأس الحسين] بالكوفة، [وكان ابن زياد قد بعث برأس الحسين (عليه السلام) من صبيحة اليوم الثاني عشر، فدير به في سكك الكوفة كلّها وقبائلها]. [نعم ولمّا فرغ القوم من التطواف به] ردّوه إلى باب القصر، فدفعه ابن زياد إلى زجر بن قيس ودفع إليه رؤوس أصحابه، وسرحه إلى يزيد بن معاوية..، وأنفذ معه أبا بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان في جماعة من أهل الكوفة.. 

    ثم إن عبيد الله بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليه السلام أمر بنسائه وصبيانه فجهزوا، وأمر بعلي بن الحسين فغل بغل إلى عنقه، ثم سرح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس، ولم يكن علي بن الحسين عليه السلام يكلم أحدا من القوم في الطريق كلمة حتى بلغوا، فلما انتهوا إلى باب يزيد رفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة، فأجابه علي بن الحسين عليهما السلام: “ما ولدت أم مجفر أشرُّ وألأم”.

    ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليه السلام قال يزيد:

    نفلّق هاما من رجال أعزّة * علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما. 

    فقال يحيى بن الحكم – أخو مروان بن الحكم – وكان جالسا مع يزيد:

    لَهامٌ بأدنى الطف أدنى قرابة          *    من ابن زياد العبد ذي الحسب الرذل. 

    أمية (سميّة) أمسى نسلها عدد الحصى *   وبنت رسول الله ليست بذي نسل. 

    فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم، وقال: اسكت. 

    وقال ابن نما الحلّيّ (رحمه الله) في كتابه (مثير الأحزان): [أنه لمّا قال يزيد: نفلّق هاماً من رجال أعزّة :: علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما]- قال علي بن الحسين عليهما السلام: “ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسهم إلا في كتاب من قبل ان نبراها ان ذلك على الله يسير”. وأما زينب فإنها لما رأت رأس الحسين (ع) أهوت إلى جيبها فشقته ثم نادت بصوت حزين يقرح الكبد ويوهي الجلد يا حسيناه يا حبيب جده الرسول ويا ثمرة فؤاد الزهراء البتول يا ابن بنت المصطفى يا ابن مكة ومنى يا ابن علي المرتضى، فضج المجلس بالبكاء ويزيد ساكت وهو بذاك شامت ثم دعا بقضيب فجعل ينكت ثنايا الحسين. فأَقبَلَ عليه أبو برزة الأسلمي وقال: ويحك أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمة اشهد لقد رأيت النبي صلى الله عليه وآله يرشف ثناياه وثنايا أخيه ويقول أنتما سيدا شباب أهل الجنة فقتل الله قاتلكما ولعنه واعد له جهنم وساءت مصيرا فغضب يزيد وأمر باخراجه سحبا.

    وقال المفيد في الإرشاد: قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام: “فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا، فقام إليه رجل من أهل الشام أحمر فقال: يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية – يعنيني – وكنت جارية وضيئة فأرعدت وظننت أن ذلك جائز لهم، فأخذت بثياب عمتي زينب، وكانت تعلم أن ذلك لا يكون. فقالت عمتي للشامي: كذبت والله ولؤمت، والله ما ذلك لك ولا له. فغضب يزيد وقال: كذبت، إن ذلك لي، ولو شئت أن أفعل لفعلت. قالت: كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها.

    فاستطار يزيد غضبا وقال: إياي تستقبلين بهذا؟! إنما خرج من الدين أبوك وأخوك.

    قالت زينب: بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما.

    . قال: كذبت يا عدوة الله. قالت له: أنت أمير، تشتم ظالما وتقهر بسلطانك، فكأنه استحيا وسكت.

    وقال المفيد: ولما أنفذ ابن زياد برأس الحسين (عليه السلام) إلى يزيد تقدّم إلى عبد الملك بن أبي الحارث السلمي فقال: انطلق حتى تأتي عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة، فبشّره بقتل الحسين (عليه السلام) قال عبد الملك: فركبت راحلتي وسرت نحو المدينة فلقيني رجل من قريش فقال: ما الخبر؟ فقلت:الخبر عند الأمير تسمعه، فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، قُتل والله الحسين، فلما دخلت على عمرو بن سعيد قال: ما وراءك؟ فقلت: ما سَرَّ الأمير، قتل الحسين بن عليّ، فقال: اخرج فناد بقتله، فناديت، فلم أسمع والله واعية قط مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ حين سمعوا النداء بقتله.[يقول عبد الملك] فدخلت على عمرو بن سعيد فلما رآني تبسّم إليَّ ضاحكا ثم أنشأ متمثلا بقول عمرو بن معدي كرب:

    عجت نساء بني زياد عجة   *     كعجيج نسوتنا غداة الأرنب

    ثم قال عمرو [بن سعيد]: هذه واعية بواعية عثمان، ثم صعد المنبر فأعلم الناس بقتل الحسين (عليه السلام)، ودعا ليزيد، ونزل.

    فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتّقين.

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم * قُلۡهُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ* ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ* لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ * وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ *”

    ……………………………………………………………………

    الخطبة الثانية

    الحمد لله المحسن المجمل، المنعم المفضل، ذي الجلال والإكرام، وذي الفواضل العظام، والنعم الجسام، وصاحب كلّ حسنة، ووليّ كلّ نعمة.  

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا، قيوما سميعا بصيرا قديرا قديما قائما باقيا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج، عدلا لا يجور وأنه خالق كل شئ وليس كمثله شئ لا شبه له ولا ضد له ولا ند ولا كفؤ له وأنه المقصود بالعبادة والدعاء والرغبة والرهبة. 

    وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الصادق الأمين، ختم به النبيين، وأرسله رحمة للعالمين، صلى الله عليه وآله أجمعين، فقد أوجب الصلاة عليه وأكرم مثواه لديه.

    عباد الله ألا فاتقوا الله وأطيعوه، “وَلَا تُطِيعُوٓاْ أَمۡرَ ٱلۡمُسۡرِفِينَ * ٱلَّذِينَ يُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا يُصۡلِحُونَ”- الشعراء: ١٥١، ١٥٢-.

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ المؤمن الكريم فالحديث في هذا المقام في عناوين:

    العنوان الأوّل: بين الدُستور والاعتراف بملّة:

    نصّت المادّة الثانية من دستور بلدنا- دستور ٢٠٠٢- بأنّ دين الدولة هو الإسلام، هذا. ومن ضَروريات وثوابت ومسلّمات الإسلام هو خاتميّته للأديان، وكون نبيّه (صلّى الله عليه وآله) خاتم الرسل والنبيين، فكل ديانة وملّة لاحقة للإسلام تصادر ضَرورياته وتلغي ثوابته وتقوّضمسلّماته فالاعتراف بتلك الديانة أو الملّة والتمكين لها ولمشاريعها يضادّ ويناهض المادّة المذكورة، وخبراء الدستور ببابكم.

    العنوان الثاني: إعادة العشرة الحسينية:

    من السنن الحسنة، ومن إحياء أمر أهل البيت (عليهم السلام)- الّذي نُدبنا إليه من قبلهم (صلوات الله عليهم)- هو إعادة العشرة الحسينيّة، فينبغي لإدارات الحسينيات إقامتها  وتفعيلها والعمل على إنجاحها بعد التخطيط والترتيب لها، ونشدّ على أيدي خطبائنا الأعزاء  في الاهتمام بها، واستثمارها ببثّ الوعي ورفد الفكر وتحصين الذهن، وإيلائها العناية الكافية، ونرغب إليهم في عدم إعادة ذكر مقتل سيّد الشهداء (صلوات الله عليه)، وهم العارفون بسرّ هذه الرغبة، ونتمنّى على إدارات الحسينيات والمجالس أن لا يلزموا الخطباء بالتعرّض للمقتل وتفاصيله. وآجركم الله جميعاً وأثابكم بمصابنا بالحسين(صلوات الله عليه).

    العنوان الثالث: السياحة والوظائف الشرعيّة:

    في العطلة الصيفيّة وفي غيرها من العطلات تختارون- إخوةَ وأخوات الإيمان- السفر والسياحة دينيّة أو غيرها، وثمّة ما نذكّر أنفسنا وإياكم به:

    أوّلاً: لئن كانت السياحة غير الدينيّة في دائرة الترخيص شرعاً إلا أنّه ينبغي إيثار السياحة الدينيّة وتقديمها على غيرها، ولا ينبغي أن تكون الوجهات والسفرات غير الدينيّة هي الطابع العامّ والغالب أو الكثير على سفرات المؤمنين، أو على آحادهم بحيث تكون غالب سياحته بمفرده أو بمعيّة أسرته غير دينية.

    وثانياً: أن نتقيّد ونلتزم بالضوابط الشرعية فيما يرتبط بالوجهة السياحيّة فلا يكون السفر لما لا يرضي الله، وأن يكون السلوك والتعاطي والتصرّفات متسقة مع الأحكام الشرعيّة، فلا نجنح للحرام، ولا نتهاون بالمعاصي والآثام. 

    وثالثاً: أن لا نتساهل بالوظائف الشرعيّة الملزمة، فالله الله في الصلاة،فلا تترك، ولا تؤخّر عن وقتها، وأن نرعى حدودها اللازمة كاملة فلا نخلّ بشيء من أجزائها وشرائطها، والله الله في الحجاب والستر والعفاف، وفي ما يعيه البطن، واعلموا أنّه ما عبد الله بشيء أفضل من عفّة بطن وفرج- كما في المستفيض عن أئمّتنا (عليهم السلام)-.

    ورابعاً: أن نتحلّى بمعالي الأخلاق ومكارمها، وأن نعكس صورة حسنة عن قدواتنا وأئمّتنا، وأن نكون زيناً لهم ولا نكون شيناً عليهم، وأن نجرّ لهم كلّ حسن. 

    وختام هذا العنوان أن نتعاهد كلّ ما ذكر من أنفسنا وأهلينا وأولادنا وبناتنا وإخواننا وأخواتنا والأزواج والزوجات، فلا نهمل مسؤولية النصح والتوجيه والإرشاد ووظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما أنّ على إدارات الحملات- هي الأخرى- مسؤولية تجنيب مسافريهم مواضع الرذيلة والفساد والمنكر والمخالفات وكذا اختلاطَ الجنسين في مثل وسائل النقل وصالات الطعام.

    العنوان الرابع: فاتقوا الله وأصلحوا:

    مرّت سنوات ليست بالقليلة والأزمة السياسية تبارح مكانها، فما الذي جناه الوطن من بقائها؟ وماذا لّبت من طموح يرجى؟ ولمصلحة من إطالة أمدها؟ وهلالإصلاح- الشعار- أمر مرحليّ ولحقبة دون أخرى؟ وهل يصحّ في ميزان الحكمة أن يكون الإصلاح في قِطاع دون آخر؟ وهل الإصلاح مناط بالأدوات الأمنيّة؟ بل ألم يكذّب الواقع وبشكل ملموسٍ لكلّ أحدٍ عدم نجاعة وجدوائيّة هذه الأدوات؟ ألميأن إنصاف الوطن والآخرين من حولنا فتُتارك هذه الأدوات وأن يستعاض عنها بغيرها ممّا هو مُجدٍ ونافع؟ هذه تساؤلات، وأجوبتها بعهدة الحكومة ورئيسها.

    العنوان الخامس: غزّة الصمود والعزّة:

    على خلفيّة الإبادة الجماعية لسكّان غزّة الأبيّة على يد الحكومة الإسرائيلية- بحسب منظّمة العفو الدُوليّة- والّتي بلغ عدد شهدائها عشرات الآلاف، أُستُقبِلَ المجرم السفّاح نتن ياهو في مجلس الشيوخ الأمريكي استقبال الأبطال بالتصفيق المستمر وبحفاوة كبيرة، وألقى خطاباً ذكر في ضمنه- بحسب قناة روسيا اليوم (العربية)- بأنّ الصراع ليس بين حضارات، بل بين البربريّة والتحضّر، وأنّه لا ينبغي إدانة جنود إسرائيل الأبطال بسبب الطريقة الّتي يديرون بها الحرب في غزّة، بل يجب الثناء عليهم. فهاهو السفّاح يعترف بأنّ الطريقة الّتي تدار بها الحرب في غزّة حقُّها أن تدان ولكن لا بدّ أن يداس على كلّ القيم والمقاييس وبدلاً من إدانة الإجرام والإبادة يجب الثناء على فعلها. أقول: وقد صافقوه ورضوا بصنيعه، ولسليم العقل أن يتبيّن من البربريّ حقّاً وصدقاً. 

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشفِ مرضانا، وردّ غرباءنا، وفكّ أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 12 محرم 1446هـ / 19 يوليو 2024م
    التالي كبار علماء البحرين .. ندين القتل المروع لأتباع مدرسة أهل البيت في باكستان

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    الطَّواف من الطَّابق الأوَّل

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 3 شوال 1445هـ / 12 أبريل 2024م

    كبار علماء البحرين: الأمة مسؤولة والمجتمع الدولي مساءل عن كسر الحصار وإغاثة غزة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 13 ربيع الاول 1445هـ / 29 سبتمبر 2023م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter