خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 5/01/ 1446هـ الموافق 12 يوليو 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة الأولى:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي تجلّى للقلوب بالعظمة، واحتجب عن الأبصار بالعزّة، واقتدر على الأشياء بالقدرة، فلا الأبصار تثبت لرؤيته، ولا الأوهام تبلغ كنه عظمته، تجبّر بالعظمة والكبرياء، وتعطّف بالعزّ والبرّ والجلال، وتقدّس بالحسن والجمال، وتمجّد بالفخر والبهاء، وتهلّل بالمجد والآلاء.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خالق لا نظير له، وواحد لا ند له، وماجد لا ضد له، وصمد لا كفو له، وإله لا ثاني معه، وفاطر لا شريك له، ورازق لا معين له، والأول بلا زوال والدائم بلا فناء، والقائم بلا عناء، والباقي بلا نهاية، والمبدئ بلا أمد، والصانع بلا ظهير، والرب بلا شريك، والفاطر بلا كلفة، والفاعل بلا عجز.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ارتضاه برسالته، وائتمنه على وحيه، وانتجبه من خليقته، واصطفاه من بريته، فأوجب الفوز لمن أطاعه وقَبل منه، والنار على من عصاه وصدف عنه، فصلوات الله عليه وآله الطيبين الأخيار الطاهرين الأبرار، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
عباد الله اتقوا الله، واتقوا المحرمات كلّها، واعلموا أن غيبتكم لأخيكم المؤمن أعظم في التحريم من الميتة؛ قال الله تعالى: “ولا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه”، وعن النبي(صلى الله عليه وآله)- كما في المستدرك١٦: ٣٨- قال: “إن أربعةً من الذنوب يعاقب بها في الدنيا قبل الآخرة: ترك الصلاة، وأذى الوالدين، واليمين الكاذبة، والغيبة”.
أمّا بعد فالحديث في هذا المقام في وقفات عاشورائية أربع:
الوقفة الأولى: مباهلة الحسين (عليه السلام):
تنوّعت المبرّرات والأسباب في أخذ الحسين (صلوات الله عليه) لنسوته وأهل بيته- صغاراً وكباراً- معه، ومهما أبديت من مبرّرات وأسباب لذلك إلا أنّ ثمّة أمراً تغافل عنه محاربوه ولم يعيروه اهتماماً وهو أنّ الحسين (صلوات الله عليه) ومن خلال حمله لحرمه ونسائه وأطفاله قد برهن لهم على حقّانيّته وصواب تحرّكه وصدق موقفه؛ فإنّ أخذه لهنّ معرّضاً لهنّ للعنت والمشقّة الشديدة كأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأهل بيته للمباهلة، وقد فَقِهَ نصارى نجران حقانيّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، بعد أن قال لهم أُسقُفهم: انظروا محمدا في غد، فان غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه ليس على شيء، فلما كان الغد جاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بأحبّ الخلق إليه وأعزّهم عليه، فلمّا رأوا من جاء بهم رسول الله للمباهلة قالوا: (هذه وجوه لو أقسمت على الله أن يزيل الجبال لأزالها)، ولم يباهلوه. إلا أنّ محاربي الحسين (عليه السلام) قد أداروا ظهورهم ولم يعبأوا بخروج الحسين بأهل بيته الّذي يمثّل ويعكس مباهلة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
الوقفة الثانية: رجحان وثواب البكاء على الحسين (صلوات الله عليه):
تكثّرت الروايات واستفاضت في استحباب البكاء وإراقة الدمع على سيّد الشهداء (صلوات الله عليه)، وفيها ما هو صحيح من جهة السند، وإن كانت استفاضتها تغنينا عن النظر في اسنادها، ومن تلكم الروايات: ما رواه الشيخ الأقدم ابن قُولُويه (رضي الله عنه) في كتابه (كامل الزيارات: ٢٠١ ح١)بسند معتبر عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: “أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن علي (عليهما السلام) دمعة حتى تسيل على خدّه بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا، وأيّما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خدّه فينا لأذى مسنا من عدوّنا في الدنيا بوّأه الله بها في الجنّة مبوّأ صدق، وأيّما مؤمن مسّه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خدّه من مَضَاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار”.
وروى ابن قُولُويه (رضي الله عنه) أيضاً بسنده عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): “يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)، قلت: لا؛ أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتّبع هوى هذا الخليفة وعدونا كثير(ة)من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثلون بي. قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟، قلت: نعم، قال: فتجزع؟، قلت: إي والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي، فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يعدّون من أهل الجزع لنا، والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا، أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيّتهم ملك الموت بك، وما يلقونك به من البشارة أفضل، وملك الموت أرقّ عليك وأشدّ رحمةً لك من الأم الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد لله الذي فضّلنا على خلقه بالرحمة، وخصّنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا، وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا الا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت حرّها حتى لا يوجد لها حرّ، وإنّ الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض، وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.
يا مسمع من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها ابدا ولم يستق بعدها ابدا… أما إنك يا كردين ممن تروى منه، وما من عين بكت لنا الا نعمت بالنظر إلى الكوثر، وسُقيت منه (مع) من أحبنا، وإن الشارب منه ليُعطى من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبّنا..
الوقفة الثالثة: همّ مسلم بن عقيل للحسين (صلوات الله عليه):
روى المفيد (رضي الله عنه) في أماليه والشيخ الكليني (رضي الله عنه) في الكافي بسنديهما عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليهما السلام) أنّه قال- واللفظ للأوّل-: “نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة..”، ونرجو أن يكون لنا ومنّا همٌّ لأهل البيت وغمٌّ عليهم وعلى ما حلّ بهم ودهاهم، كما كان لمسلم بن عقيل فقد نقل أنّ القوم تكاثروا عليه بعد أن أثخن بالجراح فطعنه رجل من خلفه فخر إلى الأرض، فأخذ أسيرا، وحمل على بغلة، وانتزع ابن الأشعث سيفه وسلاحه، فيئس عند ذلك من نفسه، ودمعت عيناه وبكى، فقيل له: إن الذي يطلب مثل الذي تطلب إذا نزل به مثلما نزل بك لم يبك، فقال: والله ما لنفسي بكيت، ولا لها من القتل أرثي، وإن كنت لم أحبّ لها طرفةَ عينٍ تلفا، ولكنّي أبكي لأهل المقبلين إلي، أبكي لحسين وآل حسين..
الوقفة الرابعة: “فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِي ٱؤۡتُمِنَ أَمَانَتَهُۥ”:
قد تعرض لك الحاجة إلى أن يقرضك أخوك المؤمن، وقد تلح عليه في ذلك، ويتذكّر أخوك ما توعّد به الكتاب العزيز من الويل على منع الماعون، قال الله سبحانه: “فَوَيۡلٞ لِّلۡمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمۡ عَن صَلَاتِهِمۡ سَاهُونَ * ٱلَّذِينَ هُمۡ يُرَآءُونَ * وَيَمۡنَعُونَ ٱلۡمَاعُونَ”- الماعون: ٤- ٧، فيقرضك من ماله، وقد لا يكتب الدين ولا يشهد عليه ولا يكلّفك رهناً يستوثق به لدينه، فلا ينبغي منك أن تخيّب ظنّه فيك فتجحده حقّه أو تماطل في سداده مع يسارك وقدرتك عليه ولو ببيع بعض مالك، قال الله سبحانه: “..فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا فَلۡيُؤَدِّ ٱلَّذِيٱؤۡتُمِنَ أَمَانَتَهُۥ وَلۡيَتَّقِ ٱللَّهَ رَبَّهُۥۗ..”- البقرة: ٢٨٣-، ثمّ لنجعل من ثقة الحسين وسفيره مسلم بن عقيل قدوةً لنا في ذلك، قال أبو مخنف – بحسب مقتله المعروف: ٥٢، ٥٣-، ومثله قال الشيخ المفيد (رضي الله عنه) في الإرشاد- بحسب البحار٤٤: ٣٥٥-: وأدخل مسلم على ابن زياد فلم يسلم عليه بالإمرة، فقال له الحرسي: ألا تسلّم على الأمير؟ فقال له: إن كان يريد قتلى فما سلامي عليه.. فقال له ابن زياد: لعمري لتقتلن، قال كذلك، قال: نعم، قال: فدعني أوصي إلى بعض قومي، فنظر إلى جلساء عبيد الله وفيهم عمر بن سعد، فقال يا عمر: إنّ بيني وبينك قرابة، ولي إليك حاجة، وقد يجب لي عليك نجح حاجتي، وهو سرّ، فأبى أن يمكّنه من ذكرها، فقال له عبيد الله: لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمّك، فقام معه فجلس حيث ينظر إليه ابن زياد، فقال له: إنّ علَيّ بالكوفة ديناً استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم، (فبع سيفي ودرعي)، فاقضها عنّي..
اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، وانصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون.
ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم – * والعصر * إنّ الإنسان لفي خسر* إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ”.
……………………………………………………………………
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك، والحمد لله الذي يصف ولا يوصف، ويعلم ولا يُعلم، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا شبيه ولا مثل، عدل لا يجور، جواد لا يبخل، حليم لا يعجل، حكيم لا يخطل. وأشهد أن محمدا- صلّى الله عليه وآله- عبده ورسوله، أرسله لإنفاذ أمره وتقديم نُذُره.
عباد الله وإماءه وأهل طاعته أوصيكم ونفسي بتقوى الله عند كلّ طاعة طاعة؛ فإنّه سبحانه قد “أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم”، وعلينا جميعاً بتقوى الله عند كلّ معصية معصية؛ فإنّه سبحانه قد “أخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئا من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم”-كما ورد في معتبرة محمّد بن مسلم عن أبي جعفر الباقر (صلوات الله عليه) عن آبائه (صلوات الله عليهم) عن أمير المؤمنين (صلوات الله عليه).
اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً.
اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ.
اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين.
أمّا بعد أيّها الملأ المؤمن الكريم فالحديث في هذا المقام في عنوانين اثنين:
العنوان الأوّل: ولا تكونوا شينا:
ليس من الحسين في شيء من حاول إلصاق وتحميل الموسم العاشورائي سلوكاً أو ممارسة تشين وتشوّه الوجه الناصع للموسم من التبرّج وإظهار الزينة والاختلاط بين الجنسين ونحو ذلك من صنوف العبث والجناية وإلحاق الشين بهم، بل يعود من يعمل على ذلك في حرب مباشرة مع الحسين ومشروعه الخيّر وأهدافه الكريمة، هذا.
وثمّة أمر لا يقلّ سوءاً عمّا تقدّم، وهو العمل على عكس وإبراز الأخطاء والزلّات والإخلالات الّتي تتّفق في الموسم، فلا تبقى وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعيّ إلا وهي تضجّ وتتفاعل في تناول هذه الزلّة أو تلك، وهي – وإن كانت بالنسبة إلى حسنات وإيجابيات الموسم لا تمثّل شيئاً- إلا أنّ الذباب لا يرى إلا القذر، ولا يتغذّى إلا به، وليس له من مادّة يجهد في نشرها وإشاعتها إلا ذلك. فالمأمول من المؤمنين والمؤمنات أن لا يعينوا على تشويه صورة الموسم والمذهب وأهله ببثّ وتناقل ما لا يخدم نقله بل يهدم يشوّه ويشين.
العنوان الثاني: زيف حضارة الغرب:
مهما بلغت دولة أو دول من حضارة على مستوى المادة والحديد والتكنولوجيا إلا أنّ الأخلاق واعتمادها حتى في فروض الضرورة مع تلك الأمور بل بدونها هو مقياس التحضّر والتمدّن. وقد تغنّى العالم في القرن الأخير بحضارة الغرب، وقد يعطف برقي أخلاقها على رقي مادّتها والتكنولوجيا لديها إلا أنّها لا تملك إلا ترقّي المادّة وحسب، ما دامت تركل الأخلاق جانباً وتشرعن الظلم وقتل الأطفال والنساء والشيوخ والعزّل في حالات الشدّة والاضطرار، فقد أدلى زعيم حزب العمّال البريطاني ورئيس وزراء بريطانيا -العظمى- كير ستارمر وبعد أحداث السابع من أكتوبر بأنّ لإسرائيل الحقّ في قطع الغذاء والماء والكهرباء عن سكّان غزّة، ثم حاول التملّص عمّا صرّح به بما لا يخرج عن دائرة المثل المعروف: وفسّر الماء بعد الجهد بالماء، فقال بإنّه لا يقترح على إسرائيل أن تقطع الغذاء والماء والكهرباء عن سكّان غزّة، ولكن لها الحقّ في ذلك من باب الدفاع عن النفس؛ ليعرف العالم زيف حضارة وتمدّن الغرب.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشفِ مرضانا، وردّ غرباءنا، وفكّ أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق.
“إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

