خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 06/03/ 1445هـ الموافق 22 سبتمبر 2023م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطبة الأولى:
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم ..
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رفيع الدرجات، ذي العرش، يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده، رب العباد والبلاد، وإليه المعاد، سريع الحساب، شديد العقاب، ذي الطول، لا إله إلا هو إليه المصير، إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون. باسط اليدين بالرحمة، وهاب الخير، لا يخيب عامله، ولا يندم آمله، ولا تحصى نعمه، صادق الوعد، وعده حق، وهو أحكم الحاكمين، وأسرع الحاسبين، وحكمه عدل، وهو للحمد أهل، يعطي الخير، ويقضي بالحق، ويهدي السبيل. خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور، جميل الثناء، حسن البلاء سميع الدعاء، حسن القضاء، له الكبرياء، يفعل ما يشاء، منزل الغيث من السماء، عالم الغيب، باسط الرزق، منشئ السحاب، معتق الرقاب، مدبر الامر، مجيب المضطر، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ليس كمثله شئ وهو السميع البصير”.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله انتجبه لولايته واختصه برسالته وأكرمه بالنبوة، أمينا على غيبه ورحمة للعالمين وصلى الله على محمد وآله وعليهم السلام.
عباد الله وإماءه وأهل طاعته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ولزوم طاعته، واجتناب معصيته، واتّقوا المحقَّرات من الذنوب- كما في الأثر المعتبر عن مولانا أبي عبد الله الصادق (عليه السلام-، وعن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنّه قال: إياكم والمحقَّرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالبا، ألا وإنّ طالبها يكتب (ما قدّموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين).
ثمّ إن تحقير الذنب والاستخفاف به يوطّأ لمقارفته مرّة تلو الأخرى، ويقود للإصرار عليه، وبه ينقلب الذنب إلى كبيرة من الكبائر، ولا يبقى الصغير من الذنوب مع الإصرار عليه صغيراً؛ فقد ورد معتبراً أنّه “لا صغير أو لا صغيرة مع الإصرار”، وعن مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: “لا يصغر ما ينفع يوم القيامة، ولا يصغر ما يضرّ يوم القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله (عزّ وجلّ) كمن عاين”، وعنه (عليه السلام)- كما في نهج البلاغة- أنّه قال: أشد الذنوب ما استخفّ أو ما استهان به صاحبه.
ثمّ إنّ تحقير الذنب والاستخفاف به يؤذن بعدم التجاوز عنه وغفرانه، فقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في الكافي الشريف بسند نقي عن أبي أسامة زيد الشحّام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): “اتقوا المحقَّرات من الذنوب؛ فإنّها لا تغفر”.
ثمّ إنّ الله سبحانه قد حتّم في كتابه أنّ لا يقبل شيئاً من طاعته ممّن يعصيه ويتعدّى حدوده ولا يتقيه فيما أمر ونهى، فقال سبحانه: “إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ”، ومع ذلك ورد بالخصوص أنّ الطاعات لا تقبل مع إصرار العبد على معصية من المعاصي؛ ففي الكافي بسند صحيح عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: “لا والله لا يقبل شيئاً من طاعته على الاصرار على شيء من معاصيه”.
ثمّ إنّ للاستخفاف بالذنب وتحقيره صُوراً وأشكالاً، وجاء ذكر جملة منها منصوصاً عليه، فمنها ما في الكافي الشريف بسنده عن أبي بصير عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: اتّقوا المحقَّرات من الذنوب؛ فإنّ لها طالبا، يقول أحدكم: أذنب وأستغفر. وهذه الصورة هي الّتي حكاها الله عن لسان إخوة يوسف (على نبيّنا وآله وعليه السلام): “ٱقۡتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُأَرۡضٗا يَخۡلُ لَكُمۡ وَجۡهُ أَبِيكُمۡ وَتَكُونُواْ مِنۢ بَعۡدِهِۦ قَوۡمٗا صَالِحِينَ”- يوسف: ٩-.
ومن صور وأشكال الاستخفاف بالذنب وتحقيرهما في موثّقة زيد الشحّام المتقدّمة أنّه سأل الإمام الصادق (عليه السلام)، وما المحقرات؟ فقال (عليه السلام): “الرجل يذنب الذنب فيقول: طوبى لي إن لم يكن لي غير ذلك”.
ومن صور وأشكال الاستخفاف بالذنب وتحقيره ما جاء عن الإمامين أبي جعفر الباقر وأبي محمّد العسكريّ (عليهما السلام) بسندين صحيحين أنّهما قالا: “من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل: ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا”- الخصال: ٢٤ ح٨٣، الغيبة للشيخ (رضي الله عنه): ٢٠٤، ٢٠٥ ح١٧٢-.
ومن صور وأشكال الاستخفاف بالذنب وتحقيرهاستقلال الذنوب في حدّ نفسها أو بقياسها مع عدد الطاعات وحجمها ففي كتاب (إرشاد القلوب) للديلميّ (رحمه الله) عن مولانا أبي جعفر الباقر (عليه السلام) أنّه قال (عليه السلام): “إياكم ومحقّرات الذنوب؛ فإنّ لها من الله طالبا، وإنها لتجتمع على المرء حتى تهلكه”.
وفي (الكافي) بسند معتبر عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن- يعني الإمام الكاظم- (عليه السلام) يقول: “لا تستكثروا كثير الخير، ولا تستقلوا قليل الذنوب؛ فإنّ قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثير”. وفي (الكافي) أيضاً بسند معتبر عن زياد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نزل بأرض قرعاء فقال لأصحابه: ايتوا بحطب- والأرض القرعاء هي ما ليس فيها شجر- فقالوا: يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): فليأت كلّ إنسان بما قدر عليه فجاؤوا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): هكذا تجتمع الذنوب، ثم قال: “إياكم والمحقَّرات من الذنوب، فإنّ لكلّ شيء طالبا، ألا وإنّ طالبها يكتب * (ما قدموا وآثارهم وكلّ شيء أحصيناه في إمام مبين)”، هذاوأختم هذة النقطة بذكر رواية نتبيّن من خلالها مبلغ الاستخفاف بالذنب، وأن الذنوب الّتي يستخفّ بها العبد هي مظنّة سخط الله سبحانه، فقد يبوأ من ذنب بسخط الله وغضبه وانتقامه، وإن كان سبحانه “يَعۡفُو عَن كَثِيرٖ”، فعن كتاب (كنز الفوائد) للكراجكيّ (رحمه الله) قال: روي عن أحد الأئمة (عليهم السلام) أنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله كتم ثلاثة في ثلاثة- وفي رواية عن الباقر (عليه السلام) “إن الله خبأ ثلاثة في ثلاثة”- : كتم رضاه في طاعته، وكتم سخطه في معصيته، وكتم وليّه في خلقه، فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات؛ فإنّه لا يدري في أيّها رضا الله، ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي؛ فإنّه لا يدري في أيها سخط الله، ولا يزرين أحدكم بأحد من خلق الله فإنه لا يدري أيهم ولي الله”.
وثمّة نقطة ثانية في هذا المقام في استعراض شذرة نفيسة من شذرات مَنْ نحن على أعتاب ذكرى شهادته مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ(صلوات الله عليه)، وأعظم الله أجورنا بمصابنا به، ففي كتاب (الخرائج والجرائح) لقطب الدين الراونديّ (رضي الله عنه) بسنده عن الإمام أبي محمّد العسكريّ (صلوات الله عليه): قال: “من كان في طاعة (حاجة) الله [عزّ وجلّ] كان الله في حاجته”- إكمال الدين١: ٥٢١ ب٤٥ ح١٨-. فهو (عليه السلام) يعِد ويبشّر من تشاغل بطاعة الله عن السعي في قضاء حوائجه بأنَّ الله سبحانه هو المتكفّل بقضاء تلكم الحوائج ما دام في طاعة الله سبحانه.
وفي هذا تنبيه وإشارة إلى من يؤثر قضاء حوائجه على طاعة الله، فيؤخّر صلاته عن أوّل وقتها ريثما يقضي حوائجه، أو يتسرّع في تأديتها وكأنّ همّه خاتمتها وتسليمها كيما يتفرّغ لقضاء حوائجه، وقد يتارك صلاة الجماعة توفيراً لبعض الوقت لصالح قضاء حوائجه، وكأنّ قضاء حوائجهبمحض سعيه وجلده في تحصيلها، ففي الكافي الشريف بسند صحيح عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “إذا قام العبد في الصلاة فخفّف صلاته، قال الله تبارك وتعالى لملائكته: “أما ترون إلى عبدي كأنّه يرى أن قضاء حوائجه بيد غيري، أما يعلم أن قضاء حوائجهبيدي”. وقد يسرق من صلاته، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام): “إن أسرق الناس من سرق من صلاته”.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، وكنا لنا كما تكون للصالحين، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين.
ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم – وَٱلۡعَصۡرِ (1) إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ لَفِي خُسۡرٍ (2) إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّوَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ (3).
……………………………………………………………………
الخطبة الثانية
الحمد لله ذي الرحمة الواسعة، والنعمة السابغة، والحجة البالغة، والأمثال العالية، والأسماء الحسنى، شديد القوى، فالق الاصباح، وجاعل الليل سكنا، والشمس والقمر حسبانا، ذلك تقدير العزيز العليم.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، “لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي ٱلۡأٓخِرَةِۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُٱلۡخَبِيرُ”، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله)، أرسله بالحقّ بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله وأخوّفكم من عقابه؛فإن الله ينجّي من اتقاه بمفازتهم لا يمسّهم السوء ولا هم يحزنون، ويكرم من خافه، يقيهم شرّ ما خافوا ويلقّيهم نضرة وسرورا”
اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَة.
اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ, اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين.
أمّا بعد أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمناتفالحديث في هذا المقام في عناوين ثلاثة:
العنوان الأوّل: الإساءة المتكرّرة لكتاب الله:
قد لا تملك شعوب المسلمين- آحاداً وجماعات- أن تنتصر لكتاب الله سبحانه، فتأخذ على أيدي من يعبث بحرمته، وتقطع اليد الّتي تمتدّ إليه، وتمنع الإساءة إليه بما يشفي صدور المسلمين، وتوقف جماح من يساندهم من دول الكفر، لذا نرفع كف الضراعة إلى ربّنا ومالك الأمر كلّه سبحانه منقطعين إليه مبتهلين إجابته: رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْ كتابك فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الكافرين، فيظنوا بعدم إحلال غضبك ونقمتك بهم أنّا على الباطل، ويستميتوا في النيل من واحد من أهمّ مقدّساتنا، وهو كتابك العزيز، فياربّنا أرنا فيمن هتك حرمة كتابك ما يحذرون، وَأنزِل عَلَيهِم رِجزَكَ وَنَقِمَتَكَ وَبَأسَكَ الَّذي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَومِ المُجرِمينَ، اللَّهُمَّ عَذِّب كَفَرَةَ أهلِ الكِتابِ الَّذينَ يَصُدّونَ عَن سَبيلِكَ وَيَجحَدونَ آياتِكَ وَيُكَذِّبونَ رُسُلَكَ، اللَّهُمَّ خالِف بَينَ كَلِمَتِهِم وَألقِ الرُّعبَ في قُلوبِهِم.
العنوان الثاني: البلاء والعافية وشكرها:
زلزال في المغرب وسيول في ليبيا وحرائق في الجزائر، وآلاف الضحايا والمصابين، وأسر بلا مأوى، ويتامى وأيامى، إلى جانب الكثير من الخسائر المادّيّة من منازل ومزارع وبنى تحتيّة، فرحمة الله ومغفرته على الضحايا من المسلمين، ونستميح عطفه سبحانه أن يكون خَلَفَهم في يتاماهم وأياماهم ومن فقدهم، ولا بدّ للمعافى من ذلك كلّه أن يشكر لله عافيته من تلكم البلايا؛ وبالشكر تدوم النعم، وبكفرانها واستعمالها في معصيته تزول، وفي المأثور من وصيّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام): “يا عليّ، أحسنوا جوار النعم؛ فإنّها وحشيّة، ما نأت عن قوم فعادت إليهم.”
العنوان الثالث: التطبيع الخاسر والاسترسال فيه:
نبشّر أنفسنا- كشعب لهذا البلد الكريم- بأن التطبيع مع العدو الصهيوني لم يمسّ من سمعتنا قيد شعرة؛ فقد عرف العالم كلّه وعرف العدو الصهيوني قبل كلّ أحد بأنّ شعب هذا البلد رافض للتطبيع ابتداءً واستمراراً. ثم بلا مقدّمات ما الذي حصدته البحرين- كما بقيّة الدول المطبّعة مع العدو الصهيوني- بعد مرور ثلاث سنوات من إعلان التطبيع معه؟
وإذا كان من عائد يبرّر الاسترسال فيه وعدم الرجوع عنه فما هو حجمه قياساً بالخسائر الّتي خلّفها التطبيع وقياساً بالّتي هي منظورة على المديين القريب والبعيد؟ فالتاجر لا يغيب عنه يوماً بيوم عنصر الربح والخسارة من تجارته قبل أن يفوت وقت التدارك ولا يجدي عضّ أصابع الندم. ثمّ ألا يكفي لعدم الاسترسال في التطبيع وبلا هوادة إحجام وتردّد جملة من البلدان في الإقليم وخارج نطاقه عن التطبيع رغم الضغوط المتزايدة؟وبعضها ثقيل ووازن إقليميا ودوليا ولعل تردده،لأنه ينظر في مصالحة ومصالح شعبه.!
بين معقوفتين- كما يعبّر- هذا العنوان وما تحته قد طرح في يناير من هذا العام.
اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشف مرضانا، ورد غربائنا ، وفك أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق.
“إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰوَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

