Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 5 رمضان 1445هـ / 15 مارس 2024م

    2024-03-1510 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 11/09/ 1445هـ الموافق 15 مارس 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    “الحمد الله الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله؛ لنكون لإحسانه من الشاكرين، وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين، والحمد لله الذي حبانا بدينه، واختصّنا بملّته، وسبّلنا في سبل إحسانه؛ لنسلكها بمنّه إلى رضوانه، حمدا يتقبّله منّا، ويرضى به عنّا، والحمد لله الذي جعل من تلك السبل شهره شهر رمضان، شهر الصيام، وشهر الإسلام، وشهر الطهور، وشهر التمحيص، وشهر القيام، الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس، وبيّنات من الهدى والفرقان، فأبان فضيلته على سائر الشهور بما جعل له من الحرمات الموفورة، والفضائل المشهورة، فحرّم فيه ما أحل في غيره إعظاما، وحجر فيه المطاعم والمشارب إكراما، وجعل له وقتا بيّنا لا يجيز (جلّ وعزّ) أن يقدّم قبله، ولا يقبل أن يؤخّر عنه”.

    وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة إيمان وإيقان، وإخلاص وإذعان. وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله وأعلام الهدى دارسة، ومناهج الدين طامسة، فصدع بالحق، ونصح للخلق، وهدى إلى الرشد، وأمر بالقصد، صلّى الله عليه وآله.

    عباد الله وإماءه ورسم أمره ونهيه، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، واعلموا بأنّ العباد لا يبلغون مرتبة الشاكرين لنعم الله وآلآئه، ولا يكونون منهم وفي عدادهم إلا بتقوى الله وموافقة أوامره ونواهيه؛ فهو القائل: “..فَٱتَّقُواْٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ”-آل عمران: ١٢٣-.

     

    [الهدف من الصيام:]

    وبعد فالحديث في هذا المقام في آيتين في عبادة الصيام،

    الآية الأولى: يقول الله سبحانه فيما يخصّ هذه العبادة: “يَٰا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَمِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ”- البقرة: ١٨٣-، فكشفت الآية عن هدف وغاية للصيام وهو اقتضاؤه التقوى، فهو يعمل على تعميقها وتجذيرها في النفس، ويحدث فيها صلابة دون المعصية واستمساكاً عن مواقعتها، والآية تتحدّث عن دورة مكثّفة من الصيام بصورة يوميّة على مدى شهر، وملؤها الاصطبار والعناد مع هوى النفس ورغباتها، وهي محاولة جادّة لتذليل النفس والإمساك بأزمّتها وكبح جماحها وضمان عدم تفلّتها. وكما أنّ التوفّر على التقوى هو هدف عبادة الصيام، فهو هدف عامّ لسائر العبادات؛ قال الله سبحانه: “يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ”- البقرة: ٢١-، ولكنّ عبادة الصيام كما شاركت سائر العبادات في استهدافها التقوى، فقد خصّت من بينها بنفس الهدف، وما ذاك إلا لشدّة وطئتها على النفس. كيف لا؟! وعبادة الصيام مما يستعان بها على الشدّة والنازلة والأمر المهول، قال الله سبحانه: “وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِوَٱلصَّلَاةِۚ..”- البقرة: ٤٥-؛ فقد ورد في جملة روايات تفسير الصبر في الآية بالصيام.  

    ثمّ إنّ بعض الصائمين وبرغم ما يوفّره لهم الصيام بطبعه من مَنَعَة ومناعة عن فعل المعصية وإتيان القبيح إلا أنّه يظلّ مواقعاً للمعصية غير منفكّ عن القبيح، وهذا وإن بلغ حدّ الكثرة إلا أنّه لا ينفي كون الهدف من الصيام هو تحصيل التقوى وأن يتوفّر الصائم بصومه على الورع عن محارم الله (عزّ وجلّ)؛ فإنّ تعبير الكتاب العزيز عن استهداف الصوم للتقوى في غاية الدقّة؛ حيث قال: (لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ)، ولم يحتّم بالصيام التقوى، فالصيام- كما يعبّر العلماء بلغتهم الفنّية- إنّما يقتضي التقوى ولا يوجبها، هذا من جهة. ومن جهة أخرى يراد للشارع من خلال امتناع الصائم عن المفطّرات أن يستطرق بذلك لترك سائر المحرّمات والمحظورات، ولذا ورد عن الصادق أبي عبد الله جعفر بن محمّد (عليه السلام)- كما في كتاب (من لا يحضره الفقيه) وغيره- أنّه قال: “إن الصوم ليس من الطعام والشراب إنما جعل الله ذلك حجابا ممّا سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم، ما أقلّ الصوم وأكثرّ الجوّاع”. وفي الكافي الشريف وغيره عنه (عليه السلام)قال: وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأة تسبّ جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بطعام، فقال لها: كلي، فقالت:إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت (سببت) جاريتك؟! إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام و القبيح، ودع المراء وأذى الخادم، وليكن عليك وَقار الصيام، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك”.

    [واقع العبادة:]

    الآية الثانية: يقول الله سبحانه: “شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡآنُهُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَفَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ”- البقرة: ١٨٥-، وكما ختمت الآية السابقة بترجّي التقوى من خلال الصيام فإنّ هذه الآية قد ختمت بترجّي الشكر من خلال الصيام، وبذلك تعطي أنّ عبادة الصيام مظهر من مظاهر الشكر لله سبحانه، وأنّ الشكر واقع هذه العبادة، وهي ضرب من الشكر، ما يعني أنّ العبد إنّما يتحقّق بحقيقة العبادة لله سبحانه بشكره نعمه وأياديه وإفضاله وأفضاله، وقد روى ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في الكافي الشريف بسندٍ موثّق عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند عائشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لِمَ تتعبُ نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا. قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقوم على أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه وتعالى: “طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى”، فشكره الّذي أشار إليه (صلّى الله عليه وآله) بقوله: (شكورا)- هو عبادته واجتهاده فيها. 

    وروى شيخ الطائفة الشيخ الطوسيّ (رضي الله عنه) في كتاب (الأمالي) بسنده عن بكر بن عبد الله أنّ عمر دخل على النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وهو موقوذ- وهو شديد المرض- أو قال محموم، فقال له: يا رسول الله، ما أشدّ وعكك أو حمّاك؟ فقال له: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال، فقال: يا رسول الله، غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟ فقال: أفلا أكون عبدا شكورا”.

    وقد جاء في آيتين ما يفيد بأنّ إخلاصه سبحانه بالعبادة لا يكون إلا بشكره وشكر نعمته، قال سبحانه: “..وَٱشۡكُرُواْ لِلَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ”- البقرة: ١٧٢-، وقال سبحانه: “..وَٱشۡكُرُواْ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ إِيَّاهُ تَعۡبُدُونَ”- النحل: ١١٤-، ما يعني أنّ العبادة لا تتمّ إلا بالشكر.

    ثمّ إنّه حيث تشكر الله- أيّها المؤمن والمؤمنة- بعبادتك وصيامك فلا تظننّ أنّه سينتفع بشكرك له؛ فإنّه سبحانه كما لا تضرّه معصية من عصاه لا تنفعه طاعة من أطاعه، وأنّه سبحانه كما لا تُنقص من سلطانه معصية من عصاه لا تزيد في سلطانه طاعة من أطاعه، وأنّك وحدك أيّها المؤمن والمؤمنة من ينتفع بالشكر والعبادة ويَفيد منها، قال الله سبحانه: “..وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيم”- النمل: ٤٠-، وقال الله سبحانه: “..وَمَن يَشۡكُرۡ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيد”- لقمان: ١٢-، ويكفي لتفهّم انتفاع العبد بالشكر، ورجوع شكره إليه- وعد الله الّذي لا خلف له ولا تبديل، وهو وعد غير مكذوب، حيث يقولُ سبحانه بلسان المستفهم: “مَّا يَفۡعَلُ ٱللَّهُ بِعَذَابِكُمۡ إِن شَكَرۡتُمۡ وَآمَنتُمۡۚ؟ وَكَانَ ٱللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمٗا”- النساء: ١٤٧-، فالاستفهام بمعنى النفي، فكأنّه قال: (لا يعذبكم إن شكرتم)، ويقولُ سبحانه: “وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ..”- إبراهيم: ٧-.

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، ووفّقنا لصيام هذا الشهر وقيامه، وفرّغنا فيه لعبادتك ودعائك وقراءة كتابك، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين والكافرين. 

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم – قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (1) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ (2) لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ (3) وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥكُفُوًا أَحَدُۢ (4).

    ……………………………………………………………………

    الخطبة الثانية

    الحمد لله الذي قرب من حامديه ودنا من سائليه ووعد الجنة من يتقيه وأنذر بالنار من يعصيه، نحمده على قديم احسانه وأياديه حمد من يعلم أنه خالقه وباريه ومميته ومحييه ومسائله عن مساوئه، ونستعينه ونستهديه ونؤمن به ونستكفيه ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه وترضيه وأن محمدا عبده ورسوله (صلّى الله عليه وآله) صلاة تزلفه وتحظيه وترفعه وتصطفيه. 

    أيّها المؤمنون والمؤمنات أوصيكم ونفسي بتقوى الله وخشيته،ومن أيقن بأنّ الله أشدّ المعاقبين في موضع النكال والنقمة وحيث يعصيه العبد خشيه وخافه، ورأس الحكمة مخافته (عزّ وجلّ). 

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَة. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ, اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أمّا بعد أيّها الملأ الكريم من المؤمنين والمؤمناتفالحديث في هذا المقام في عناوين ثلاثة:

    العنوان الأوّل: توقيفيّة العبادات:

    إنّ عبادة الله سبحانه- والتي هي ضرب من ضروب شكره- لا بدّ أن تكون لائقة به سبحانه، وهذا ممّا لا يعرف إلا من قبل من ارتضاه الله لغيبه وسرّه من نبيّ أو وصي، ومن هنا فالعبادة أمر توقيفيّ لا اقتراح فيه، ولا يشفع في تصحيحها إضافتها إلى الله سبحانه والتقرّب بها إليه ما لم يأذن الله للعبد في فعلها، وهو ممّا لا يكاد يتفق من غير الباب الّذي أمرنا بإتيانه، ففي كتاب (المحاسن) للبرقيّ (رحمه الله) بسنده عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إنّ حبراً من أحبار بني إسرائيل عبد الله حتى صار مثل الخِلال- وهو العود الّذي يتخلّل به-، فأوحى الله إلى نبيٍّ من أنبيائه في زمانه، قل له: “وعزّتي وجلالي وجبروتي لو أنك عبدتني حتى تذوب كما تذوب الألْية في القِدر ما قبلت منك حتى تأتيني من الباب الذي أمرتك”.

    هذا في عبادة الله سبحانه وأمّا الروحانيات والمعنويات الّتي لا تتصل بالله سبحانه سيما ما كان من طقوس الكفر كرياضة اليوغا التي أرادها مبتدعها بديلاً عن عبادة الله فهي وإن أعطت شعورا بالخفّة والراحة والتجرّد إلا أنّه- مضافاً إلى كونه وقتيّاً لا يلبث إلا ويتقضّى- لا يلبّي حاجة الإنسان المودعة فيه والمفطور عليها في الاتصال بالمبدأ والارتماء في أحضان القويّ والمؤمّن، كالعبادة الحقّة من الصلاة والصيام وما إليهما. 

    العنوان الثاني: المجاعة المفروضة على غزّة:

    وبعد أن يأس العدو الصهيونيّ في كسر إرادة أهلنا في غزّة الإباء والمقاومة انتهج سياسة قذرة  تكشف عن تخلّفه أخلاقيّاً وإنسانيّاً، وهي حرب التجويع، وفَرَض مجاعةً ضحاياها إلى يوم الأحد الماضي- بحسب وزارة الصحّة في غزّة- خمسة وعشرون ضحيّة، وسط صمت إقليميّ ودولي يُمضي ويبصم بالعشر خرقاً فاضحاً لنداءات ومطالبات بحقوق للإنسان لطالما تغنّى بها ما عاد إنسان غزّة مشمولاً لها بعد أن كان المنتهلك لتلك الحقوق هو دولة الكيان المحتلّ. 

     

     

    العنوان الثالث: رجل السلم بامتياز:

    الشيخ علي سلمان أخلص لهذا الوطن، ولم ينشد إلا ما هو صالح لهذا الوطن، ولم يخدم إلا قضاياه، ولم يسع إلا فيما يعود بالنفع له، وما أضاع قضية من قضاياه. كما أخلص لأبناء هذا الوطن كلهم، وبلا تمييز بين شيعته وسنّته، ولا لأجل الشيعة على حساب السنّة، ولم يألو جهداً في إحقاق حقوقهم وتأمين ما يصلح شؤونهم. ولم يجنح عن سلميّته- الّتي هي نهجه الأوّل والأخير- في طول مسيرته، والحكمة تقضي أن يكون بين أبناء وطنه ليخدمه ويخدمهم لا أن يبقى رهن السجن.

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشف مرضانا، ورد غربائنا ، وفك أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 13 شعبان 1445هـ / 23 فبراير 2024م
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 12 رمضان 1445هـ / 22 مارس 2024م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    قاعدة نفي الحرج.. معالجةٌ في المدرك

    كبار علماء البحرين … نستنكرُ ونستهجنُ ونستقبحُ الدعواتِ المشبوهة

    كبار علماء البحرين .. ندين المجزرة المروعة في مدرسة التابعين بغزة العزة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter