Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 18 رمضان 1445هـ / 29 مارس 2024م

    2024-03-2911 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي 09/18/ 1445هـ الموافق 29 مارس 2024م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الخطبة الأولى:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. 

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحَمدُ للهِ مالِكِ المُلكِ مُجري الفُلكِ مُسَخِّرِ الرياحِ فالِقِ الإصباحِ ديانِ الدَّينِ رَبِّ العالَمينَ، الحَمدُ للهِ عَلى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ وَالحَمدُ للهِ عَلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ وَالحَمدُ للهِ عَلى طولِ أناتِهِ في غَضَبِهِ وَهُوَ قادِرٌ عَلى ما يُريدُ”

    وأشهد أن “لا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده ونصر عبده وأعز جنده وغلب الأحزاب وحده فله الملك وله الحمد يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو على كل شئ قدير.” وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، لا نبيّ بعده، ولا تبديل لملته ولا تغيير لشريعته، صلّى الله عليه وآله. 

    عباد الله وإماءه وأهل طاعته، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، ومن اتّقى الله بموافقته أمره ونهيه تولّاه الله ونصره وأيّده، قال الله سبحانه: “وَٱللَّهُوَلِيُّ ٱلۡمُتَّقِينَ”-الجاثية: ١٩-.

    وبعد فاستقبالا لذكرى شهادة صوت العدالة الهادر ومنارها الشاخص مولانا أمير المؤمنين وإمام المتّقين الإمام عليّ ( عليه أفضل صلوات المصلّين)، فالحديث سرد لبعض ما خطّه لعمّاله وولاته من سياسة في الحكم، ولما سلكه وانتهجه من منهاج عدل وحقّ يفضي بمن ترسّمه إليهما، ففي عهده المثال لعامله على مصر مالك الأشتر (رضي الله عنه) يقول (صلوات الله عليه): “وأشعر قلبك الرحمة للرعية والمحبّة لهم واللطف بهم، ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم؛ فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل،ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه”.

    فما يصدر من الحاكم من لين في أفعاله فهو ما يكشف عن رحمته ومحبّته ولطفه برعيّته، كما أنّ فضاضة التعامل منه ووحشيّته هو ما يكشف عن غلظة قلبه اتّجاه رعيّته وعدم محبّته لهم. ثمّ أرسى (صلوات الله عليه) قاعدةً لا تُغْفِل أمراً مشتركاً بين الحاكم والرعية حيث لا تكون على دين الحاكم، وهو إنسانيّتها، ما يؤذن بترتّب الحقوق عليها، وبموجبه لا رخصة للحاكم في انتهاك حقوق من لم يكن على دينه أو مذهبه .ثمّلفت (صلوات الله عليه) إلى أنّ الرعية- كلّ الرعية- لمّا كانت بشراً فليس بدعاً أن تخطئ وأن تتعمّد فعل الخطأ، ولكنّ ذلك لا يؤذن بعدم التجاوز عنها، كيف لا؟! وأمل التجاوز والصفح من الله سبحانه لا يبارح الحاكم حيث يتفق منه فعل الخطأ.

    وفي نفس العهد المبارك يقول (صلوات الله عليه): “واعلم أنه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظنّ راع برعيته من إحسانه إليهم، وتخفيفه المؤونات عنهم، وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم”، فهو يؤكّد على أهمّية اتّصاف الحاكم بصفة حسن الظنّ في رعيّته أبداً ودائماً فيستصلحهم بإحسانه إليهم وتخفيف المؤونات عنهم وعدم تحميلهم ما لا قِبَل لهم به. 

    ثم حذّر (صلوات الله عليه) من الاستئثار بالثروات والعائدات بعد أن لم يكن للحاكم امتياز على رعيّته فيها، وكان هو وإياهم متساوين فيها، فقال: “إياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة، والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون؛ فإنه مأخوذ منك لغيرك، وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور، وينتصف منك للمظلوم”.

    ومن كلام له (صلوات الله عليه)- كما في نهج البلاغة- قد خاطب به عثمان بعدما شكا إليه الناس ما نقموه عليه، فقال له (صلوات الله عليه): “إن الناس ورائي، وقد استسفروني بينك وبينهم- أي جعلوني سفيراً بينك وبينهم– إلى أن قال- فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هُدِي وهَدَى، وإن شرّ الناس عند الله إمام جائر ضَلّ وضُلّ به، وإني سمعت رسول الله [صلّى الله عليه وآله] يقول: (يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر، يلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى، ثم يرتبط في قعرها)”.

    ومن خطبة له (صلوات الله عليه) في اليوم الثاني من بيعته- كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد- قال فيها: “أيها الناس، إنما أنا رجل منكم، لي ما لكم وعلي ما عليكم- إلى أن قال- ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله، فهو مردود في بيت المال؛ فإن الحق القديم لا يبطله شيء، ولو وجدته قد تزوج به النساء وملك الإماء وفرق في البلدان لرددته. فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق- إلى أن قال- ألا وأيما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله يرى أن الفضل له على سواه بصحبته، فإن الفضل غدا عند الله، فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يقسم بينكم بالسوية، ولا فضل فيه لأحد على أحد”.

    وعن عبد الله بن العباس أنّه قال: دخلت على أمير المؤمنين [عليه السلام] بذي قار وهو يخصف نعله، فقال لي: ما قيمة هذه النعل؟ فقلت: لا قيمة لها. فقال (عليه السلام): والله لهي أحب إلي من إمرتكم إلا أن أقيم حقا أو أدفع باطلا”.

    ومن كلام له (صلوات الله عليه) يستفظع ظلم العباد والجور عليهم، حيث قال- كما في نهج البلاغة-: “والله لأن أبيت على حسك السعدان مسهدا، وأجر في الأغلال مصفدا، أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشيء من الحطام. وكيف أظلم أحدا لنفس يسرع إلى البلى قفولها، ويطول في الثرى حلولها- إلى أن قال- والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت وإن دنياكم عندي لاهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى”. 

    ومن كتاب ابن طلحة- كما في كتاب كشف الغمّة للإربلي (عليه الرحمة)١: ١٧٢، ١٧٣:(ان سودة بنت عمارة الهمدانية دخلت على معاوية بعد موت على فجعل يؤنبها على تحريضها عليه أيام صفين وآل أمره إلى أن قال: ما حاجتك؟ قالت: ان الله مسائلك عن أمرنا وما افترض عليك من حقنا، ولا يزال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك ويبطش بقوة سلطانك، فيحصدنا حصيد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل، يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف، هذا بسر بن أرطاة قدم علينا فقتل رجالنا وأخذ أموالنا، ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة، فان عزلته عنا شكرناك وإلا كفرناك، فقال معاوية: إياي تهددين بقومك يا سودة، لقد هممت ان أحملك على قتب أشوس فأردك إليه فينفذ فيك حكمه، فأطرقت سودة ساعة ثم قالت:

    صلى الإله على روح تضمّنها :: قبر فأصبح فيه العدل مدفونا.

    قد حالف الحق لا يبغي به بدلا :: فصار بالحق والإيمان مقرونا

    فقال معاوية: من هذا يا سودة؟ قالت: والله هو أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السلام، والله لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا فصادفته قائما يصلى، فلما رآني انفتل من صلاته ثم أقبل على برحمة ورفق ورأفة وتعطف وقال: ألك حاجة؟ قلت: نعم. فأخبرته الخبر فبكى ثم قال: اللهم أنت الشاهد علي وعليهم، وإني لم آمرهم بظلم خلقك، ولا بترك حقك ثم أخرج قطعة جلد فكتب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم: (قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين)، فإذا قرأت كتابي هذا فاحتفظ بما في يدك من عملنا حتى يقدم عليك من يقبضه منك والسلام. ثم دفع الرقعة إلى فوالله ما ختمها بطين ولا خذمها (خزنها) فجئت بالرقعة إلى صاحبه فانصرف عنا معزولا، فقال معاوية: اكتبوا لها كما تريد واصرفوها إلى بلدها غير شاكية.

    وروى ثقة الإسلام الشيخ الكلينيّ (رضي الله عنه) في الكافي١: ٤٥٤- ٤٥٦ ورئيس المحدثين الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتابيه (كمال الدين: ٤١٥- ٤١٨) و(الأمالي: ٣١٢- ٣١٤) بسندهما- واللفظ للأوّل- عن أسيد بن صفوان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عليه السلام ارتج الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبي صلى الله عليه وآله وجاء رجل- ويفهم من كلام الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة أن ذلك الرجل هو الخضر (عليه السلام)- باكيا وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين عليه السلام فقال: رحمك الله يا أبا الحسن كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا، وأشدهم يقينا، وأخوفهم لله، وأعظمهم عناء وأحوطهم على رسول الله صلى الله عليه وآله وآمنهم على أصحابه، وأفضلهم مناقب، وأكرمهم سوابق، وأرفعهم درجة، وأقربهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وأشبههم به هديا وخلقا وسمتا وفعلا، وأشرفهم منزلة، وأكرمهم عليه، فجزاك الله عن الاسلام وعن رسوله وعن المسلمين خيرا- إلى أن قال- كنت والله يعسوبا للدين، أولا وآخرا: الأول حين تفرق الناس، والآخر حين فشلوا، كنت للمؤمنين أبا رحيما، إذ صاروا عليك عيالا، فحملت أثقال ما عنه ضعفوا، وحفظت ما أضاعوا، ورعيت ما أهملوا- إلى أن قال- لم يكن لاحد فيك مهمز، ولا لقائل فيك مغمز [ولا لأحد فيك مطمع] ولا لأحد عندك هوادة، الضعيف الذليل عندك قوي عزيز حتى تأخذ له بحقه، والقوي العزيز عندك ضعيف ذليل حتى تأخذ منه الحق، والقريب والبعيد عندك في ذلك سواء- إلى أن قال- فجللت عن البكاء، وعظمت رزيتك في السماء، وهدت مصيبتك الأنام، فإنا لله وإنا إليه راجعون، رضينا عن الله قضاه، وسلمنا لله أمره، فوالله لن يصاب المسلمون بمثلك أبدا. كنت للمؤمنين كهفا وحصنا، وقنّة راسيا، وعلى الكافرين غلظة وغيظا، فألحقك الله بنبيه، ولا حَرَمَنا أجرك، ولا أضلنا بعدك، وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى، وبكى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثم طلبوه فلم يصادفوه.

    اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمّد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، وأحينا محياهم، وأمتنا مماتهم، وتوفّنا على ملّتهم ودينهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين والكافرين.

    ثم إن أحسن القصص وأبلغ الموعظة وأنفع التذكّر كتاب الله (عزّ وجلّ). أعوذ بالله من الشيطان الرجيم “بسم الله الرحمن الرحيم – إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)”. 

    ……………………………………………………………………

     

    الخطبة الثانية

    “الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا واخترعهم على مشيته اختراعا، ثم سلك بهم طريق إرادته وبعثهم في سبيل محبته، لا يملكون تأخيرا عما قدمهم إليه، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخرهم عنه”

    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا شريك له في الخلق، ولا شريك له في الملك. 

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أفضل أنبياء الله ورسله وملائكته، صلّى الله عليه واله.

    أيّها الملأ المؤمن الكريم، أوصيكم ونفسي بتقوى الله واعتماد ما يستعين به المتّقون في لزوم طاعة الله ومجانبة مناهيه، قال الله سبحانه: “إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ إِذَا مَسَّهُمۡ طَٰائِفٞ مِّنَ ٱلشَّيۡطَان تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبۡصِرُونَ”- الأعراف: ٢٠١-؛ فإنّ ذكر الله عند كلّ معصية مفزعهم، وبه بصيرتهم، ولا سبيل للشيطان عليهم ولا نصيب له فيهم ما ذكروا الله سبحانه. 

    اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلين الصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. 

    اللهم واحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أما بعد أيّها الملأ المؤمن الكريم فإلى عنوانين:

    العنوان الأوّل: لأجل الوطن الغالي مجدّدا:

    في أجواء شهر الخير وفي سياق بعض ما تقدم نؤكّد على انتهاج غير الأداء الأمني في معالجة أزمات وطننا الغالي بالاستجابة لنداءات الإفراج عن المعتقلين، وتأمين عودة المغتربين وحلحلة كل ما يؤذن باستمرار الأزمات، ومن الضرورة بمكان العمل بجدّ على مزايدة وتكثيف الاهتمام بالمعتقلين نفسياً وصحيّاً؛ فإنّه حقّهم على من مُلِّك أمورهم. 

    العنوان الثاني: غزّة والتخاذل عنها:

    في يوم الإثنين من هذا الأسبوع اعتمد مجلس الأمن الدوليّ قراراً بوقف إطلاق النار في غزّة خلال شهر رمضان، وأمريكا وإن لم تستخدم ما يعرف بحقّ النقض ضدّ القرار إلا أنّها فتحت شهيّة الكيان الصهيونيّ المتعطّش لسفك الدماء بقولها إنّ القرار غير ملزم، ما حدا به لإعلان الاستماتة في الإجرام والإبادة، وقد هدّد رئيس كولومبيا بقطع علاقات بلده مع كيان الاحتلال إذا لم يلتزم بالقرار الأمميّ، ولم يكن عجباً تصرّف أمريكا، ولكنّ المعجّب حقاً حتى للصهاينة هو مدى التخاذل عن غزّة من شركائها حتى في المصير، والله وحده العليم بمبلغ دهشة أهل غزّة من هذا التخاذل، وهو سبحانه اللطيف بهم. 

    اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولآبائنا ولأمهاتنا ولمن له حقّ علينا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، واشف مرضانا، ورد غربائنا ، وفك أسرانا، إله الحقّ وخالق الخلق. 

    “إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ وَٱلۡبَغۡيِۚ يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ”.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 12 رمضان 1445هـ / 22 مارس 2024م
    التالي خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 25 رمضان 1445هـ / 5 أبريل 2024م

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    كبار علماء البحرين .. ندين المجزرة المروعة في مدرسة التابعين بغزة العزة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 20 جمادى الآخرة 1444هـ / 13 يناير 2023م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 2 ربيع الاول 1446هـ / 6 سبتمبر 2024م

    وقفة مع آية {للذكر مثل حظ الأنثيين}

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter