Close Menu
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الإثنين | 27 أكتوبر 2025
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    • الرئيسية
    • السيرة الذاتية
    • خطبة الجمعة
    • المحاضرات
      • كلمات ومشاركات
      • الحديث الأسبوعي
      • الدروس
    • مقالات
    • أخبار
    • بيانات ومواقف
    • كتب و مطبوعات
    • وسائط
      • صوت
      • صور
      • فيديو
    • طلب استفتاء
    الشيخ علي الصدديالشيخ علي الصددي
    الرئيسية»خطبة الجمعة
    خطبة الجمعة

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 17 شعبان 1444هـ / 10 مارس 2023م

    2023-03-1115 دقائق
    شاركها
    تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – ١٧/ ٨/ ١٤٤٤هـ الموافق 10 مارس 2023م جامع الإمام الصادق(ع) – الدراز

     

    الخطبة الأولى:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الغوي الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم

      الحَمدُ للهِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ وَيُنَجّي الصَّالِحينَوَيَرفَعُ المُستَضعَفينَ وَيَضَعُ المُستَكبِرينَ وَيُهلِكُ مُلوكاً وَيَستَخلِفُ آخَرينَ، الحَمدُ للهِ قاصِمِ الجَبَّارينَ مُبيرِ الظَّالِمينَ مُدرِكِ الهارِبينَ نَكالِ الظَّالِمينَ صَريخِ المُستصرِخينَ مَوضِعِ حاجاتِ الطَّالِبينَ مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ. 

      وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الّذي يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُ وَيَخۡتَارُۗ مَا كَانَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُۚ سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ وتعالى عَمَّا يُشۡرِكُونَ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا. وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله الصفيّ، وأمينه الرضيّ (صلى الله عليه وآله)، فبلّغ الرسالة صادعا بها، وحمل على المحجّة دالّاً عليها، وأقام أعلام الاهتداء ومنار الضياء. 

      عباد الله وإماءه، أوصيكم ونفسي بتقوى الله ومحاذرة غضبه وعذابه فيما أمر به ونهى عنه؛ فإنّ غضبه لا تقوم له السماوات والأرض، فكيف بالعبد الضَّعيف الذَّليل الحَقير المِسكين المُستَكين. 

      أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات فقد أطلّت علينا ذكرى ولادة سلطان العصر وإمام الزمان (عجّل الله فرجه)، وأبثّكم أسمى التبريكات والتهاني بهذه الذكرى المباركة، والحديث في هذا المقام حول كريمة من كريمات الكتاب، وكلّ آياته كريمة، وهي قول الله (تبارك وتعالى):

    “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِوَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ :: وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ”- القصص: ٥، ٦-.

    فلنأخذ في التعرّف على مفردات الآية:

    • ونبدأ بمعرفة (مفردة: المستضعفين) في قوله سبحانه: (ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ) الذي هو الموضوع والمسند إليه، قبل أن نعرف ماذا أراد وصنع الله بهم. فهل هم نفس المستضعفين الّذين ذكرتهم سورة النساء في قوله سبحانه: “وَمَا لَكُمۡ لَا تُقَٰتِلُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ ٱلَّذِينَيَقُولُونَ رَبَّنَآ أَخۡرِجۡنَا مِنۡ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةِ ٱلظَّالِمِ أَهۡلُهَا..” : ٧٥، وذكرتهم السورة في قوله: (إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّىٰهُمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ظَالِمِيٓ أَنفُسِهِمۡ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمۡۖ قَالُواْ كُنَّا مُسۡتَضۡعَفِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ قَالُوٓاْ أَلَمۡ تَكُنۡ أَرۡضُ ٱللَّهِ وَٰسِعَةٗ فَتُهَاجِرُواْ فِيهَاۚ.. إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِوَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ حِيلَةٗ وَلَا يَهۡتَدُونَ سَبِيلٗا..)” ٩٧، ٩٨؟
    وأعيد السؤال: هل المستضعفون في آية حديثنا هم أنفسهم الّذين ذكرتهم سورة النساء في آياتها الثلاث الآنفة الذكر؟

      والجواب بالسلب، وأنّ المستضعفين في آية بحثنا هم آل محمّد المعصومون خاصّة؛ ويشهد لذلك مجموع روايات، منها ما رواه الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتابه: ( معاني الأخبار) في (باب معنى قول النبيّ (صلى الله عليه وآله) لعليّ والحسن والحسين: “أنتم المستضعفون بعدي”)- نعم روى الصدوق- بسنده عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلاميقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فبكى وقال: أنتم المستضعفون بعدي. قال المفضل: فقلت له: ما معنى ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: معناه أنكم الأئمة بعدي، إن الله عز وجل يقول: “ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين”، فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة.

    • (المفردة الثانية: هي مفردة: الإرادة الإلهيّة) حيث قال (جلّ من قائل): (ونريد)، فهي ليست إرادة تشريعيّة كتلك التي هي متعلّقة بفعل المكلّف لما أوجبه وفرضه عليه، وبتركه لما منعه وحرّمه عليه، والّتي هي إرادة للفعل أو الترك ولكن بتوسّط اختيار المكلّف وقد يوافقها وقد يخالفها، بل هي إرادة تكوينيّة لا توسّط لاختيار المكلّف في تحقّق متعلّقها، فهي شبيهة بإرادة الخلق والإيجاد، قال الله سبحانه عنها: “بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ”- البقرة: ١١٧-، وقال: “إِنَّمَا قَوۡلُنَا لِشَيۡءٍ إِذَآ أَرَدۡنَٰهُ أَن نَّقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ”- النحل: ٤٠-، وقال: “إِنَّمَآ أَمۡرُهُۥٓ إِذَآ أَرَادَ شَيۡـًٔا أَن يَقُولَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ” يس: ٨٢-، وهي مثيلة الإرادة في قوله سبحانه: “..إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُلِيُذۡهِبَ عَنكُمُ ٱلرِّجۡسَ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا” الأحزاب: ٣٣.

       وقد جاءت بنحو الوعد، فقال سبحانه: (ونريد أن..)، وقال”..وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞ ..”-يونس: ٥٥-، وقال”.. غَيۡرُ مَكۡذُوبٖ”- هود: ٦٥-، وقال “..وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا”- الإسراء: ٥-، وقال تعالى”.. وَمَنۡ أَصۡدَقُ مِنَ ٱللَّهِ قِيلٗا”- النساء: ١٢٢.

       وقد جاء بعض هذا الوعد صريحاً، فقال (جلّ وعزّ):”وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِلَيَسۡتَخۡلِفَنَّهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ كَمَا ٱسۡتَخۡلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمۡ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرۡتَضَىٰ لَهُمۡ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنۢ بَعۡدِ خَوۡفِهِمۡ أَمۡنٗاۚ يَعۡبُدُونَنِي لَا يُشۡرِكُونَ بِي شَيۡـٔٗاۚ..” النور: ٥٥.

    • (المفردة الثالثة: هي مفردة المنّة الإلهيّة) حيث قال سبحانه: ( أن نمنّ)، والمنّة هي النعمة حيث تكون عظيمة، وقد استعمل الكتاب العزيز هذه المفردة في التعبير عن نعمة الرسالة على المؤمنين، قال الله (جلّ ذكره): “لَقَدۡ مَنَّ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ بَعَثَ فِيهِمۡ رَسُولٗا مِّنۡ أَنفُسِهِمۡ يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ وَيُزَكِّيهِمۡ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبۡلُ لَفِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٍ “- آل عمران: ١٦٤-، وفي آية بحثناتحدّث الكتاب العزيز عن نعمة على آل محمّد المعصومين (عليهم السلام) لمكان استضعافهم، فقال سبحانه: “وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَٱسۡتُضۡعِفُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ :: وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ”، وفي بعض الزيارات حديث نعمة أهل البيت (عليهم السلام) على المؤمنين: “طِبتُم وَطابَ مَنبَتُكُم مَنَّ بِكُم عَلَينا دَيانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُم في بُيُوتٍ أذِنَ اللهُ أن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فِيها اسمُهُ”. 

    • (المفردة الرابعة: هي جعلهم أئمّة) حيث قال سبحانه: (ونجعلهم أئمّة)، فالإمامة من جعل الله وباختياره لا باختيار خلقه. ثمّ إنّ الإمامة رئاسة دينيّة، لا تنال من لم يكمل في معرفته بالدين، ومن ليس له بسطة في العلم. 

    • (المفردة الخامسة: هي جعلهم الوارثين) حيث قال سبحانه: (ونجعلهم الوارثين) فهم الّذين تنتهي إليهم الملوكيات، وهم الوارثون لتلكم الملوكيات، ولا وارث معهم لها، فهم الوارثون، لا أنهم وارثون وغيرهم وارث في عرضهم، ولمّا لم يعد غيرهم- مطلق الغير- وارثاً معهم فوراثتهم وراثة واسعة بسعة الأرض، ولا تعرف حدوداً وقيوداً. 

       ثمّ إنّ هذه الوراثة للأرض- وهي التي عبّر عنها الكتاب العزيز بالاستخلاف في الأرض- وراثة لها مع تمكينهم فيها فلا يتأتّى لكائنٍ من كان أن يزيلهم عن هذه الوراثة ولو بصورة جزئية، قال سبحانه: (ونمكّن لهم في الأرض). وهذا الّذي ما كان ولكنّه سيكون لهم وفي شخص خاتمهم (عجّل الله فرجه)؛ إذ دولته دولتهم، وفرجه فرجهم.

      وفي هذا الشأن فقد روى رئيس المحدّثين الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتابه (إكمال الدين) بسنده عن موسى بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، (وهذه الرواية قد رواها الصدوق (رضي الله عنه) أيضاً بسنده عن محمد بن عبد الله الطهوي أو المطهري عن حكيمة مع زيادات). وقد أشار إليها ثقة الإسلام الكلينيّ (رضي الله عنه) في كتابه (الكافي) في باب في تسمية من رآه- يعني الصاحب (عجّل الله فرجه)، كما قد روى أصل الرواية شيخ الطائفة الطوسيّ (رضي الله عنه) في كتابه (الغيبة) بسنده عن محمّد بن علي بن بلال عن حكيمة، وقال (رحمه الله): وفي رواية أخرى عن جماعة من الشيوخ: أنّ حكيمة حدّثت بهذا الحديث). انتهى كلامه. 

    وبهذا يتبيّن أنّ هذه الرواية مستفيضة عن حكيمة، فهي رواية صحيحة عن حكيمة. 

    قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: يا عمة اجعلي إفطارك [هذه] الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، (وفي نقل آخر لرواية حكيمة): فقلت: ممن يا سيدي ولست أرى بنرجس شيئا من أثر الحبل؟ فقال: من نرجس لا من غيرها، قالت: فوثبت إليها فقلبتها ظهرا لبطن فلم أر بها أثر حبل، فعدت إليه عليه السلام فأخبرته بما فعلت فتبسم ثم قال لي: إذا كان وقت الفجر يظهر لك بها الحبل لان مثلها مثل أم موسى عليه السلام لم يظهر بها الحبل ولم يعلم بها أحد إلى وقت ولادتها، لان فرعون كان يشق بطون الحبالى في طلب موسى عليه السلام، وهذا نظير موسى عليه السلام. انتهت الإضافة.

      قالت: فجئت، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي، (وفي النقل الآخر): فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد عليه السلام ذلك فقال:جزاك الله يا عمة خيرا. انتهت الإضافة. 

      وقالت لي: يا سيدتي كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟ قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت: فخجلت واستحيت. 

      فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادثثم جلست معقبة، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت قالت حكيمة: وخرجت أتفقد الفجر فإذا أنا بالفجر الأول كذنب السرحان وهي نائمة فدخلني الشكوك، فصاح بي أبو محمد عليه السلام من المجلس فقال: لا تعجلي يا عمة فهاك الامر قد قرب، قالت: فجلست وقرأت ألم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذ إنتبهت فزِعة فوثبتُ إليها فقلت: اسم الله عليك، ثم قلت لها: أتحسين شيئا؟

    قالت: نعم يا عمة، فقلت لها: اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت: فأخذتني فترة وأخذتها فترة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فإذا أنا به (عليه السلام) ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إلي فإذا أنا به نظيف متنظف فصاح بي أبو محمد عليه السلام هلمي إلي ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثمأدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله، ثم قال: تكلم يا بني فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم صلّى على أمير المؤمنين وعلى الأئمة (عليهم السلام) إلى أن وقف على أبيه، ثم أحجم. 

    (وفي النقل الآخر): ثم قال: اللهم انجز لي ما وعدتني وأتمم لي أمري وثبت وطأتي، واملأ الأرض بي عدلا وقسطا “. فصاح بي أبو محمد (عليه السلام) فقال: يا عمة تناوليه وهاتيه، فتناولته وأتيت به نحوه، فلما مثلت بين يدي أبيه وهو على يدي سلم على أبيه فتناوله الحسن عليه السلام مني.انتهت الإضافة.

    ثم قال أبو محمد (عليه السلام): يا عمة اذهبي به إلى أمه ليسلم عليها وائتني به، فذهبت به فسلم عليها، ورددته فوضعته في المجلس ثم قال: يا عمة إذا كان يوم السابع فأتينا. قالت حكيمة: فلما أصبحت جئت لأسلم على أبي محمد (عليه السلام) وكشفت الستر لأتفقّد سيدي (عليه السلام) فلم أره، فقلت: جعلت فداك ما فعل سيدي؟ فقال: يا عمة استودعناه الذي استودعته أم موسى (عليه السلام).

    قالت حكيمة: فلما كان في اليوم السابع جئت فسلمت وجلست فقال: هلمي إلي ابني، فجئت بسيدي (عليه السلام) وهو في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى، ثم أدلى لسانه في فيه كأنه يغذيه لبنا أو عسلا، ثم قال: تكلم يا بني، فقال: أشهد أن لا إلا إله الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى أمير المؤمنين وعلى الأئمة الطاهرين (صلوات الله عليهم أجمعين) حتى وقف على أبيه (عليه السلام)، ثم تلا هذه الآية: “بسم الله الرحمن الرحيم وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى ٱلَّذِينَ ٱسۡتُضۡعِفُواْفِي ٱلۡأَرۡضِ وَنَجۡعَلَهُمۡ أَئِمَّةٗ وَنَجۡعَلَهُمُ ٱلۡوَٰرِثِينَ :: وَنُمَكِّنَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَنُرِيَ فِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَ وَجُنُودَهُمَا مِنۡهُم مَّا كَانُواْ يَحۡذَرُونَ”، قال موسى- وهو الراوي عن حكيمة-: فسألت عقبة الخادم عن هذه، فقال: صدقت حكيمة.

    اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثيرَةً تَكونُ لَهُم رِضاً وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أداءً وَقَضاءً بِحَولٍ مِنكَ وَقوَّةٍ يا رَبَّ العالَمينَ. اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبينَ الأبرارِ الأخيارِ الَّذينَ أوجَبتَ حُقوقَهُم وَفَرَضتَ طاعَتَهُم وَوِلايَتَهُم. واغفر لنا ولجميع المؤمنين، وتب علينا إنّك أنت التوّاب الرحيم، اللهم إنّا نحبّ محمّداً وآل محمد فاحشرنا معهم، اللهم إنّا نحبّ عمل محمّد وآل محمّد فأشركنا في عملهم، اللهم أرنا في آل محمّد (عليهم السلام) ما يأمَلون، وفي عدوّهم ما يحذرون، اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذل الدين، وأحلل غضبك بالقوم الظالمين. 

    إنّ أحسن الحديث كتاب الله العزيز: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ” بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِإِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3).

    …………………………………………………………………….

    الخطبة الثانية

      الحمد لله الّذي لا مبدل لكلماته، ولا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مستزاح عن أمره، ولا محيص لقدره، ولا خلف لوعده، ولا متخلف عن دعوته، ولا يعجزه شيء طلبه، ولا يمتنع منه أحد أراده، ولا يعظم عليه شيء فعله، ولا يكبر عليه شيء صنعه، ولا يزيد في سلطانه طاعة مطيع، ولا تنقصه معصية عاص، ولا يبدّل القول لديه، ولا يشرك في حكمه أحدا. 

      وأشهد ألا إله إلا الله وحده وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وأعزّ جنده، وغلب الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، يحيى ويميت، ويميت ويحيى، وهو على كلّ شيء قدير. 

    وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، وأمينه على وحيه وعزائم أمره، والخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، والمهيمن على ذلك كلّه. 

      عباد الله وأهل طاعته أوصيكم ونفسي بتقوى اللهوخشيته، فهو الحقيق بالخشية؛ إذ هو ربّ العالمين ومالك يوم جزائهم، قال (جلّ ذكره) ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡ وَٱخۡشَوۡاْ يَوۡمٗا لَّا يَجۡزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِۦ وَلَا مَوۡلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِۦ شَيۡـًٔاۚ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقّٞۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ). 

       اللهم صلّ على محمد خاتم النبيّين والمرسلينالصادق الأمين، وعلى عَليٍّ أميرِ المُؤمِنينَ وَوَصيِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ وعَلى الصِّدّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبطَي الرَّحمَةِ وَإمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَينِ، وَصَلِّ عَلى أئِمَّةِ المُسلِمينَ عَليِّ بنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ وَموسى بنِ جَعفَرٍ وَعَليِّ بنِ موسى وَمُحَمَّدِ بنِ عَليٍّ وَعَليِّ بنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بنِ عَليٍّ وَالخَلَفِ الهادي المَهدي، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَاُمَنائِكَ في بِلادِكِ صَلاةً كَثيرَةً دائِمَةً. 

    اللهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَليِّ أمرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدلِ المُنتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبينَ وَأيِّدهُ بِروحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمينَ. اللهمواحفظ وسدّد وأيّد نوّابه بالحقّ، والفقهاء العدول، والعلماء العاملين. 

    أما بعد أيّها الملأ المؤمن فإلى عناوين ثلاثة:

    العنوان الأوّل: في جملة من شؤون صاحب الأمر (عجّل الله فرجه):

      فقد روى رئيس المحدّثين المولود بدعاء صاحب الزمان (عليه السلام) الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في كتابه (إكمال الدين) بسند معتبر قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن إسحاق بن سعد الأشعري قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف [من] بعده، فقال لي مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق إن الله (تبارك وتعالى) لم يخل الأرض منذ خلق آدم (عليه السلام) ولا يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجة لله على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض.

    قال: فقلت له: يا ابن رسول الله فمن الامام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعا فدخل البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله (عزّ وجلّ) وعلى حججه ما عرضت عليك ابني هذا، إنه سميّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وكنيّه، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما. يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الأمة مثل الخضر (عليه السلام)، ومثله مثل ذي القرنين، والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من ثبّته الله (عزّ وجلّ) على القول بإمامته وفّقه [فيها] للدعاء بتعجيل فرجه.

    فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربيّ فصيح فقال: أنا بقيّة الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق.

    فقال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا، فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما مننت [به] عليّ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا أحمد، قلت: يا ابن رسول الله وإن غيبته لتطول؟ قال: إي وربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، ولا يبقى إلا من أخذ الله (عزّ وجلّ) عهده لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيّده بروح منه، يا أحمد بن إسحاق: هذا أمر من أمر الله، وسرّ من سرّ الله، وغيب من غيب الله، فخذ ما آتيتك واكتمه، وكن من الشاكرين تكن معنا غدا في عليين.

    العنوان الثاني: نداءات التوبة وموسمها السنويّ:

      ونحن نستقبل شهر الله شهر العبادة شهر الصيام وشهر القيام وشهر تلاوة واستماع القرآن وشهر الدعاء لا بدّ لنا من التزكّي والتطهّر لهذه العبادات، فقد أثر عن إمامنا أبي محمّد الحسن بن عليّ السبط (عليه السلام) أنّه قال: (إنّ من طلب العبادة تزكّى لها). ومن أجلى مظاهر التزكّي للعبادة هو التوبة، فلنعمد أيّها الجمع الكريم إلى التزكّي بالتوبة، ثمّ إنّ القائمين على أنشطة وفعاليات المساجد والحسينيات ومشاريع التعليم الديني مدعوون جميعاً إلى تفعيل الموسم السنويّ لنداءات التوبة في الأيام العشرة الأخيرة من شهر شعبان ابتداءً من يوم الإثنين القادم، كما أنّ عموم المؤمنين والمؤمنات مدعوون للتفاعل مع أنشطة وفعاليات هذا الموسم. 

      العنوان الثالث: وقفيات الجعفرية والمساءل عن عدم تسجيلها:

    ما دامت إدارة الأوقاف الجعفرية من ضمن إدارات وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف فالمساءل عن عدم تسجيل الوقفيات الجعفريّة بدرجة أولى هو وزير العدل حتى على تقدير ما لو كانت إدارة الأوقاف الجعفرية قد قصّرت في تسجيلها؛ إذ باستطاعته وتحت إمرته محاسبتها على تقصيرها. ثم لا يشفع في أغلاق الملف أو غض الطرف عنه ما بشّر به من تسجيل جملة وقفيات من بين عشرات المئات؛ إذ هو من قبيل ذرّ الرماد في العيون.

      اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد، واغفر لنا ولجميع المؤمنين والمؤمنات، وتجاوز عنّا، وهب لنا رحمة واسعة جامعة نبلغ بها خير الدنيا والآخرة، إله الحقّ وخالق الخلق. ” إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ “.

    شاركها. تويتر واتساب تيلقرام البريد الإلكتروني Copy Link
    السابقخطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 20 جمادى الآخرة 1444هـ / 13 يناير 2023م
    التالي بمشاركة العلامة الصددي “اقرأ” تحتفي بـ ٤١٥ طالب وطالبة في حفل بهيج

    اقـرأ أيضـًا

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 4 ربيع الثاني 1446هـ / 11 أكتوبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 16 ربيع الاول 1446هـ / 20 سبتمبر 2024م

    منوعات

    كبار علماء البحرين … ندعو المؤمنين إلى أمسيّات دعائية ابتداءً من ليلة الأربعاء في اللطف بأهلنا في لبنان وحمايتهم

    كبار علماء البحرين يصدرون بيان بتوجيهات علمائية لإحياء موسم عاشوراء 1446هـ

    خطبة الجمعة للشيخ علي الصددي – 23 ربيع الاول 1446هـ / 27 سبتمبر 2024م

    بيان كبار علماء حول إحياء عاشوراء (1443 هـ – 2021 م)

    الشيخ علي الصددي
    X (Twitter) الانستغرام يوتيوب تيلقرام
    • الرئيسية
    • اتصل بنا
    جميع الحقوق محفوظة 2025 © - الشيخ علي الصددي

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter